في نهاية الأسبوع الماضي، قال مسئول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الأسبوع المقبل من المحادثات سيتيح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاختيار بين الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية المتعثرة.
بعد أسبوع، وعقب محادثات في ثلاث مدن أوروبية شارك فيها مسئولون من عشرات الدول، قال مسئولون بالبيت الأبيض وكبار الدبلوماسيين إنهم ما زالوا لا يعرفون المسار الذي ستسلكه موسكو.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الخميس، "نحن على استعداد لمواصلة الدبلوماسية لتعزيز الأمن والاستقرار. نحن مستعدون بالمثل إذا اختارت روسيا مسارا مختلفا".
خلال الأسبوع الماضي، عقدت مفاوضات في جنيف واجتماع الناتو - روسيا ذي الصلة في بروكسل، وسط حشد كبير للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا يخشى الغرب أن يكون مقدمة لغزو.
وجرت المفاوضات بينما كانت روسيا تحشد نحو 100 ألف جندي روسي بالدبابات وأسلحة أخرى ثقيلة قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المحادثات المكثفة بين روسيا والحلفاء الغربيين أسفرت عن مواقف وتهديدات لكنها انتهت دون اقتراب الجانبين على ما يبدو من حل المواجهة التي يمكن أن تتحول إلى واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا منذ عقود.
وقالت المسئولة الدفاعية السابقة في إدارة أوباما، إيفلين فاركاس، "من الصعب القول ما إذا كان للمحادثات أي تأثير على تفكير بوتين لأن عقله غير مقروء".
وأضافت: "إذا كان ينوي بالفعل شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، فلا يزال بإمكانه القيام بذلك".
ويرى مسؤولون أميركيون أن التهديد الروسي لأوكرانيا حقيقي بدليل غزو موسكو لشبه جزيرة القرم وضمها عام 2014 وإثارة حرب انفصالية في شرق أوكرانيا، محذرين من أنهم يرون نفس العلامات على صراع وشيك.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، "هذا يعطيك مؤشرا على كل الاستعدادات الجارية" مضيفة أن الغزو المحتمل يمكن أن يبدأ بحلول منتصف فبراير.
وقال المستشار السابق للبيت الأبيض بشأن روسيا، جيفري إدموندز، إن إصرار موسكو على المطالب الأمنية التي يعرف الكرملين أنها غير عملية يثير التساؤل عما إذا كانت المحادثات ليست سوى ذريعة للعدوان.
وتابع: "سلوك الروس خلال هذه المرحلة التفاوضية بأكملها ... يظهر أنه لم تكن هناك أبدا أي رغبة حقيقية للتوصل إلى موقف تفاوضي".
ومع ذلك، فإن الصعوبات في المحادثات والنهج الروسي الصارم على الأرض ضد أوكرانيا يمكن أن يكون جزءًا من تكتيكات موسكو التفاوضية المتقنة.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى روسيا، ساندي فيرشبو، "ينجح الروس على الأقل في نوع من زعزعة ثقتنا - هذا ما يفعلونه في المفاوضات".
وقالت إن "الدبلوماسية ربما لم تأخذ مجراها".
إلى ذلك، يشعر الأوكرانيون بالقلق من أن روسيا قد تقوم بغزو واسع النطاق حال انهيار المباحثات مع الغرب.
ويتمثل أحد الخيارات في عملية واسعة النطاق تهدف إلى الاستيلاء على النصف الشرقي من أوكرانيا، أو الإطاحة بالحكومة أو إجبارها على التفاوض، وفقا لأوليكسندر دانيليوك، السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي الأوكراني.
أما الخيار الثاني يتمثل في هجوم باستخدام الصواريخ والضربات الجوية لتدمير البنية التحتية العسكرية والنقل، والاستفادة من الدفاعات الجوية التي عفا عليها الزمن في أوكرانيا، على حد قوله.