لا شك أنه من الاستفهامات السحرية ، التي تحمل أسرار عن كنوز صالح الأعمال والوصايا النبوية الشريفة.
من هنا تنبع أهمية معرفة كيف احصل على جبال من الحسنات ؟، والذي أرشدتنا إليه السنة النبوية الشريفة المليئة بالكنوز العظيمة والذي قد تكون بعمل واحد ثوابه عند الله أعظم من جبل يغفل عنه الكثيرون.
فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصانا بكل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ومن بينها عمل في الشتاء ثوابه عند الله أعظم من جبل ، لذا فأنه –صلى الله عليه وسلم- قد حثنا في هذا البرد الشديد بالشتاء على الجود والكرم وإطعام الطعام وكسوة من لا يملك ثمن الكسوة وسد حاجة المسكين، و تذكر الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين ومن لجأ أو نزح عن بلاده من المسلمين ضرب برد الشتاء منزله.
فيما ورد عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: «مَا تصدَّقَ أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ -ولا يقبلُ اللهُ إلَّا الطَّيِّبَ- إلَّا أخذها الرَّحمنُ بيمينِهِ، وإنْ كانتْ تمرةً، فتربو في كفِّ الرِّحمنِ حَتَّى تكونَ أعظمَ منَ الجبلِ كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ»، حيث إن فضل الكرم هو من صفات الرحماء، حيث قال الله تعالى : «أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ».
فيما ورد أنه في الشتاء القارس ينبغي على المؤمنين تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين بالكساء والغذاء فعن أَبي سعيدٍ الخُدريِّ، قَالَ: بينَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ، إِذ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَال رسولُ اللَّه: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ، فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأحدٍ مِنَّا في فَضْلٍ ».