سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في إسبانيا من خلال الأخبار والتقارير الواردة في الصحف الإسبانية ومراصد الإسلاموفوبيا في إسبانيا، وتحليل ما ورد عنها فيما يتعلق بكيفية التعامل مع تلك الظاهرة والسعي إلى الحد من انتشارها.
نماذج لبعض حالات الاعتداء والانتهاكات
تُعد ظاهرة الإسلاموفوبيا أحد الأشكال الرئيسية للكراهية والتمييز في إسبانيا، كما أنها ظاهرة غير معروفة بين قطاع كبير من السكان. ومن بين الأشكال التي تظهر فيها ممارسة الإسلاموفوبيا بعض الإجراءات والقرارات الموجهة ضد المسلمين دون غيرهم كنوع من التمييز، مثل اتخاذ إدارة مدرسة "الليسيه" في بلدية "وادي الحجارة" (وسط إسبانيا)، قرارًا بمنع طالبة مسلمة، تبلغ من العمر 11 عامًا من ارتداء الحجاب أثناء وجودها في المدرسة، وأنه في حالة تمسكها بارتداء الحجاب فلن تستطيع استكمال دراستها. وأوضحت إدارة المدرسة أن ارتداء الحجاب خلال ساعات الدراسة يُعد أمرًا مخالفًا لقواعد التعايش المعمول بها في المدرسة، وهذا وفق ما ذكرته صحيفة "بريوديكو سي إل إم" الإسبانية، في 1 نوفمبر 2021م.
وعلى مستوى المساجد والمؤسسات في إسبانيا، فقد تعرَّض عدد من المنشآت التابعة للجاليات الإسلامية لأعمال عنصرية خلال عام ٢٠٢١م، والتي كان من بينها قيام مجهولين بإضرام النيران في مسجد "الصفوة" الواقع في بلدية "سان خابيير" بمدينة "مُرسية" الإسبانية، تاركين عبارة مكتوبة على إحدى نوافذ المسجد تقول: "الموت للإسلام"، دون التعرف على هوية المنفذين، وفقًا لجريدة "لا بيرداد" الإسبانية في 21 فبراير 2021م.
المرأة المسلمة وتفاقم الإسلاموفوبيا
ثارت حالة من الجدل الكبير بعد قرار المحكمة الأوروبية بالموافقة على حظر استخدام الحجاب الإسلامي في أماكن العمل، وفق ما ذكر موقع تلفزيون "تيلي موندو" الإسباني في 19 يوليه 2021م. وفي هذا السياق، أدانت بعض الدول الإسلامية قرار محكمة الاتحاد الأوروبي بالسماح لأماكن العمل بمنع موظفيها من ارتداء الحجاب، واصفة إياه بأنه تقنين لظاهرة الإسلاموفوبيا.
الدور المجتمعي التوعوي للحد من الإسلاموفوبيا
انعقد العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تخدم تلك الأهداف نذكر منها تنظيم مؤسسة الفنار والمرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب في المركز الثقافي بمدينة "مرسية" الإسبانية معرضًا للصور بعنوان: "الآثار الإسلامية"، وفق ما ذكر موقع "مؤسسة الفنار" الإسباني في 20 يناير 2021م، وكان المعرض يهدف إلى خلق أداة للتوعية والإعلام حول الإسلام وماهيته.
كما أشارت جريدة "نابرا" الإسبانية في 19 مايو 2021م إلى تنظيم المديرية العامة للسلام والتعايش وحقوق الإنسان التابعة لحكومة نافارا، بالتعاون مع منظمة " SOS نافارا" ضد العنصرية، والجبهة المدنية لمناهضة الإسلاموفوبيا، وشبكة نافارا لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، ندوة عبر الإنترنت في 25 مايو 2021م تحت اسم "العيش معًا بدون كراهية"، وتركز الندوة على الخطب والرسائل المتحيزة والنمطية والتمييزية، والتي يمكن أن تعبر عن الكراهية تجاه الناس أو تجاه مجموعات معينة. كما تهدف الندوة إلى العمل على المساهمة في اختفاء الخطابات التي تنتهك حقوق الأفراد والجماعات وكرامتهم، وتعزيز مناخ من المشاعر الإيجابية في التعايش بين مختلف الناس.