الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وحدد لكل شيء فيه ميلادا ونهاية، والشمس لها ميلاد ونهاية، وكل مافى الكون له ميلاد ونهاية، الا ما شاء الله ن لأن الله سبحانه وتعالى له طلاقة القدرة في كونه، فلا شيء يعلو مشيئته، ولا شيء يخرج عن مشيئته وهذا الكون الذى نعيش فيه مخلوق بالأسباب ويوم القيامة ايضا، اى ان الله سبحانه وتعالى جعل فيه أسبابا لكل شيء.
الانتقال من كون الأسباب الى الكون الذى يتم فيه كل شئ من الله مباشرة، يسبقه ما أطلق الله تبارك وتعالى عليه " يوم القيامة"، ففي هذا اليوم ينتهى كون الأسباب..لأنه أدى مهمته، وتبدأ حياة جديدة مختلفة عن الحياة التي نحياها على الأرض..فيها إما نعيم مقيم، وإما عذاب أبدى، حياة ليس فيها موت..ولكن فيها خلود، حياة ليس فيها اختيار..ولكن فيها جزاء، حياة ليس فيها عمل..ولكن الامر فيها من الله والى الله.
والله سبحانه وتعالى أخبرنا في منهجه بأن الحياة الدنيا فيها اختبار وابتلاء وامتحان..اختبار للايمان بالله، وامتحان لحب الله في القلب، وابتلاء للطاعة والمعصية..ولكنا نمر بهذا الامتحان، ومن فاز ينعمه الله في الجنة، ومن كفر وعصى واستكبر ينتظره عذاب النار.
تعريف نسبى
و يوم القيامة هو موعدنا جميعا نخرج فيه من القبور لنقف بين يدى الله..انه يوم مجموع له الناس ويوم مشهود، والحق تبارك وتعالى أطلق على القيامة لفظ يوم..ان اليوم عند بعض الناس هو من شروق الشمس الى شروقها في اليوم التالى، وهذا التعريف لا يهمنا ان نناقشه ن لأنه تعريف نسبى أو كما يقولون ظرف زمانى..شئ نقيس به الزمن في الدنيا فما الذى جعله يأتي في القيامة.
لازمن عند الله
والحق سبحانه وتعالى ـ وهو لا زمن عنده ـ حدد القيامة بأنها يوم، فكم عدد ساعات ذلك اليوم ؟ وكم الزمن الذى يستغرقه ؟وهل هو ينتهى بغروب الشمس ام ماذا ؟
نقول اننا لكى نفهم معنى يوم، لابد ان نناقش مفهوم الزمن، والزمن مخلوق من مخلوقات الله جل جلاله، ومخلوق تعودنا الحياة معه في الدنيا، وكل شيء في الحياة الدنيا يقاس بالزمن.
فنحن لنا يوم ميلاد نولد فيه، ويوم وفاة نموت فيه، وأيام نعيشها في الدنيا، وكل شيء في حياتنا له وقت محدد، فنحن سنفعل كذا اليوم، وسنفعل كذا غدا، وسنفعل كذا في العام القادم، سنبنى هذه العمارة خلال ثلاث سنوات مثلا، وسنسافر في العام القادم الى أوروبا او أمريكا.
الزمن مقياس حياتنا
ان الزمن هو مقياس حياتنا، هو مقياس الأحداث التي نمر بها، والزمن من حجب الغيب، فهو يحجب عنا الماضى، فلا ندرى ماحدث فيه، الا ان نقرأه في كتب التاريخ، أو يرويه لنا الرواة والمؤرخون.