كورونا.. أفغانستان.. روسيا.. ماذا فعل بايدن خلال عامه الأول فى الحكم؟

كورونا.. أفغانستان.. روسيا.. ماذا فعل بايدن خلال عامه الأول فى الحكم؟بايدن

قبل عام، تولى الرئيس "جو بايدن" رسميًا رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فى ظل تحديات صعبة داخليًا وخارجيًا، لعل أبرزها جائحة كورونا، بالإضافة للعديد من الملفات فى مجال السياسة الخارجية.

147

وقد حرص الرئيس الأمريكى منذ بداية رئاسته على اتباع مسارات نختلفة لترامب والتشديد على ذلك، خاصة فى ظل خبرته فى مجال السياسة الخارجية، على عكس ترامب الذى لم يكن سياسيا بل دخل السياسة من عالم المال والأعمال.

وبعد مرور نحو عام على رئاسته، كيف يرى المراقبون والخبراء والصحافة الدولية السنة الأولى من حكم بايدن، وهل نجح فى مواجهة تلك التحديات؟.

أسلوب مختلف فى مواجهة روسيا

فى تقرير لـ"بى بى سى" ذكرت أن التحديات التي واجهها بايدن هي التحديات نفسها التي واجهها ترامب, وأهمها الصين باقتصادها القوي وطموحاتها الكبيرة، و روسيا بقوتها العسكرية والسياسية, وإيران بملفها النووي ونفوذها الإقليمى، لكن أسلوب مواجهة تلك التحديات أصبح مختلفاً.

بالنسبة لروسيا، حرص بايدن على الظهور بمظهر القوى الواضح فى حواراته مع بوتين، خاصة فى ظل الاتهامات التى كانت توجه لترامب باللين والضعف أمام روسيا، لذا كانت سياسة بايدن مختلفة، فلم يظهر مع بوتين فى أى مؤتمر صحفي مشترك بعد أن التقيا في لقاء قمة في مدينة جنيف في سويسرا بل ظهر كل منهما في حديث منفصل مع الصحفيين. وقد شدد بايدن على أنه وضع ثوابت الموقف الأمريكي واضحة أمام بوتين.

147

إلا أن المواجهة بين إرادتى البلدين ليست سهلة خصوصا في أوكرانيا حيث ينتهي العام مع حشود عسكرية روسية على حدود أوكرانيا وتحذيرات أمريكية وغربية لبوتين من اجتياح أوكرانيا.

وقد خصص بايدن قمة مع الرئيس الروسي عقدت عن طريق الفيديو شدد فيها على تحذيره من أن أمريكا ستفرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا إن هي اجتاحت أوكرانيا. لكن لا يُعتقد ان بايدن سيقدم على أى تدخل عسكرى حتى ان مضت روسيا فيما يحذر منه الغرب.

أفغانستان.. صدمة الانسحاب

أما الصدمة الكبرى لحلفاء بايدن وأصدقائه فكانت الطريقة التي انسحب بها من أفغانستان، فقد شاهد العالم كله صور الانسحاب الأمريكى من مطار كابول وتشبث آلاف الأفغان بالقوات المغادرة ثم عملية إجلاء كبرى أمر بها بايدن لكن تخللها هجوم شنه تنظيم داعش قتل فيها ثلاثة عشر جنديا أمريكيا ثم غارة أميركية أخيرة قتلت بالخطأ عشرة مدنيين أفغان بينهم سبعة أطفال.

إيران.. الدبلوماسية الخيار الأول

مع إيران يسعى بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، ومع ذلك، تسير المفاوضات بصعوبة وبطء في فيينا بين إيران من جهة وممثلي الدول الكبرى، إذ ترفض إيران الحديث مباشرة مع الولايات المتحدة، كما وتقول إدارة بايدن أن إيران لم تقدم أي شيء بناء وتحذر من أن الوقت ليس مفتوحا بلا نهاية.

58

لكن بايدن يشدد على أن الدبلوماسية هي الخيار الأول رغم الضغوط التي يتعرض لها من إسرائيل الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي تشعر بالقلق من البرنامج النووي الإيراني، وهي ترفض في الوقت نفسه فكرة عودة أمريكا الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن ايران.

القضية الفلسطينية.. دعم حل الدولتين

فيما يتعلق بالفضية الفلسطينية، انتهج بايدن سياسة التهدئة على عكس ترامب، فبدلا من مشروع ترامب للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي أثار غضب كثيرين في العالم العربي والإسلامي وقاطعته السلطة الوطنية الفلسطينية، عاد بايدن الى سياسة اكثر تقليدية تتمثل في دعم حل الدولتين ودعوة الأطراف لتجنب التصعيد.

كورونا.. انتقادات فى إدارة الأزمة

أما فيما يتعلق لإدارة بايدن لأزمة كورونا، فقد أشارت الاستطلاعات إلى وجود غضب من تعامل بايدن مع الجائحة، وبحسب استطلاع للرأي يعتقد 64 % من الأمريكيين، أن استجابة الرئيس جو بايدن لمواجهة وباء كورونا "تسير بشكل سيئ'' فيما وصلت نسبة الرضا عن أدائه إلى مستوى منخفض جديد بحسب صحيفة "ديلي ميل".

14631

وتظهر نتائج الاستطلاع أيضا، أن الغالبية العظمى من الناخبين الأمريكيين لا يعتقدون أن بايدن لديه أولوياته بشكل مباشر عندما يتعلق الأمر بالتضخم القياسي الذي يجتاح البلاد حاليًا.

ويظهر الاستطلاع أن بايدن بدأ عام 2022 بنفس أرقام التأييد الضعيفة التي أنهى بها العام الماضي بدعم وصل لـ 44 % من الأمريكيين فقط.

كذلك يعتبر مؤشر أسعار المستهلك، الذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ يونيو 1982، نقطة ضعف ل بايدن بين الناخبين الذين يؤيدونه ولا يؤيدونه، حيث قال 65 % إن بايدن لا يركز بشكل كافٍ على التضخم مقارنة بـ 28 % فقط الذين يشعرون بالرضا عن الاهتمام الذي يوليه للقضية، حيث قال 7 % فقط إن الرئيس يولي اهتمامًا "كثيرًا" بمشكلة التضخم.كذلك يشكو 58 % من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع من أن بايدن لا يركز بشكل كافٍ على الاقتصاد بينما يزعم 35 % أنه يركز على هذا القطاع "بالقدر المناسب".

ابتعاد عن الإعلام

نقطة أخرى يمكن ملاحظتها فيما يتعلق لتعامله مع الإعلام، وهى ابتعاده عن إجراء المؤتمرات والمقابلات الصحفية، فالرئيس أقل مشاركة من ترامب وبقية أسلافه بالمؤتمرات الصحفية أو المقابلات مع وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة.

ووفقا لمشروع الرئاسة الأمريكية في جامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا باربرا، لم يعقد بايدن سوى 9 مؤتمرات صحفية حتى الآن، وهذا أقل من نصف العدد الذي عقده دونالد ترامب ويبلغ 22 مؤتمرا صحفيا في عامه الأول في الحكم.

وفي تفاعله مع الإعلام، أجرى بايدن 22 مقابلة صحفية فقط منذ توليه منصبه حتى 31 ديسمبر، وفي الوقت ذاته كان ترامب قد أجرى 92 مقابلة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2