استفتاءات وهمية وألقاب للبيع !

استفتاءات وهمية وألقاب للبيع !محمد رفعت

الرأى18-1-2022 | 15:59

الاستفتاءات الصحفية والتليفزيونية، التي يتم الإعلان عنها فى نهاية كل عام، حول أهم النجوم والأعمال الفنية التي تم عرضها خلال العام، تحولت إلى «سبوبة» لبعض المواقع الإلكترونية والمجلات الفنية التي تعيش على الإعلانات وابتزاز نجوم الفن، ولا تتورع فى سبيل تحقيق تلك المكاسب السهلة عن «فبركة» هذه الاستفتاءات لصالح البعض، مستغلة عدم وجود أى نوع من الرقابة الرسمية أو الشعبية على مثل هذه الاستطلاعات التى تفتقد إلى أبسط معايير النزاهة والقواعد العلمية.

ومعظم هذه الاستفتاءات انتقائية ويغلب عليها طابع المجاملة وتفتقد إلى المنهج العلمى والدقة والشفافية، ويشوبها قدر كبير من التحيز لنجم أو نجمة بعينها أو عمل درامى محدد، لدرجة أن بعض هذه الاستفتاءات قد يختار أسماء معروفة تفوز تلقائيًا بكل الاستفتاءات كل عام تقريبًا، حتى ولو لم يكن هؤلاء النجوم قد قدموا أي أعمال ناجحة أو مميزة خلال العام الذي يفوزون فيه بلقب الأفضل.

ويعتمد أصحاب تلك الاستفتاءات الوهمية على ما يتمتع به النجمات والنجوم الذين يختارونهم للفوز بنتائج استطلاعاتهم، من شهرة كبيرة وتاريخ فني وأعمال سابقة ناجحة، رغم وجود أسماء أخرى تكون قد تألقت وقدمت أعمالاً وأداء أفضل، لكنها الرغبة فى الدعاية و«التلميع» لأشخاص ونجوم بعينهم تربطهم بأصحاب الاستفتاء علاقات مودة وصداقة، أو لأسباب وأغراض أخرى بعيدة تماما عن الموضوعية والإنصاف.

والأدهى والأخطر أن بعض نجوم الفن يسعون وراء الحصول على تلك الألقاب الوهمية وتمويل بعض تلك الاستفتاءات المزيفة، ليس فقط فى استطلاعات الرأى التى يتم الإعلان عنها بعد انتهاء الماراثون الدرامى الرمضانى كل عام، لكن أيضا فى استفتاءات نهاية العام وبعض جوائز التفوق التى يتم منحها من قبل جهات ومهرجانات غير معترف بها، مثلما تكشف منذ سنوات فى فضيحة جوائز «الميوزيك أورد» التى يتم منحها عادة لمن يدفع أكثر.

وقد وصلت هذه الصراعات إلى ساحات المحاكم وتبادل الاتهامات والشتائم بين النجمات والنجوم بعضهم البعض، ليس فقط فى مجال التمثيل لكن أيضًا فى مجال الغناء، حيث يتصارع الجميع حول كيفية الفوز بلقب الأفضل والأجمل.

ومن أشهر تلك المعارك، معركة المطربة شيرين عبدالوهاب مع منظمى إحدى الجوائز الموسيقية، والمعارك السنوية بين أنصار ومريدى الهضبة عمرو دياب ومطرب الجيل تامر حسنى حول لقب مطرب العام، والتى تتخذ من صفحات النجمين على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة «تويتر» و«فيسبوك» ساحة لها، وقد اعترف عدد من المطربين والمطربات بأنه تمت مساومتهم لمنحهم تلك الجوائز مقابل مبالغ مالية محددة.

والحل الوحيد لوقف فوضى الاستفتاءات الفنية هو إشراف جهة محايدة عليها، ووضع شروط محددة للاعتراف بنتيجتها حتى لا ينطبق عليها المثل الذى يقول «من لا يملك أعطى من لا يستحق»!

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2