أقامت سفارة فرنسا بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، احتفالية بمقر إقامة السفير بمناسبة تولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول يناير الجاري ولمدة 6 أشهر.
واستعرض السفير الفرنسي بالقاهرة مارك باريتي، في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة - الأولويات والأهداف التي حددتها بلاده خلال رئاسة الاتحاد الأوروبي والتي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتتضمن من بينها تعزيز الإصلاح الاقتصادي، وقضية التغيرات المناخية بخلاف أمن واستقرار الجوار الأوروبي.
وأضاف أنه من الأولويات هي أن تكون أوروبا أكثر سيادة وقادرة على التحكم في حدودها لأن حماية حدودنا أمر بالغ الأهمية لضمان الأمن الأوروبي ، ولهذا السبب خلال هذه الرئاسة سنبدأ إصلاح منطقة شنجن بالتركيز على ثلاث مبادرات تتضمن وضع توجيه سياسي لمنطقة شنجن، وإنشاء آلية دعم الطوارئ على الحدود في حالة حدوث أزمات.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بمسألة حماية الحدود، نود أيضًا في ظل الرئاسة الفرنسية، أن نرى أخيرًا ما نسميه تقدم حزمة الهجرة الأوروبية، والتي تستلزم تنظيمًا أفضل لأوروبا من حيث إدارة الهجرة.
وأعرب السفير عن ترحيبه بالحضور ..معبرا عن تهنئته لدولة سلوفينيا على الرئاسة الناجحة للاتحاد الأوروبي والتي انتهت في ديسمبر المنصرم.
وأوضح أن العالم اليوم يواجه تحديات عديدة من بينها أزمة فيروس وباء كورونا "كوفيد19" وقضية الهجرة..مشيرا إلى أن فترة الرئاسة الفرنسية ستشهد أيضا انعقاد القمة الثانية للاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى الشهر القادم، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك الأول بالنسبة للاتحاد الإفريقي.
وقال إن هناك عنصرًا أساسيًا آخر لأوروبا أكثر سيادة هو إحراز تقدم في سياستنا الدفاعية على أساس المبادرات التي تم اتخاذها خلال السنوات الأربع الماضية، نحتاج الآن إلى الدخول في مرحلة تشغيلية أكثر، وتحديد مصالحنا المشتركة واستراتيجية مشتركة في عالم التهديدات والمخاطر لأنفسنا، كأوروبيين: هذه هي البوصلة الاستراتيجية.
وأضاف أن أحد العناصر الأساسية لأوروبا ذات السيادة، وهنا يأتي دور مصر هو استقرار وازدهار جوارنا.
وشدد على إن تعزيز السلام في منطقة البحر المتوسط وتعزيز السلام والازدهار في كل من أوروبا وإفريقيا هما من المصالح الحيوية، لذلك سنقترح سلسلة من المبادرات مع إفريقيا لتحسين هيكلة علاقتنا.
وتابع إننا سوف نعيد التأكيد على أهمية إفريقيا ومكانة الاتحاد الأوروبي كشريك أول للقارة الأفريقية، وسيكون هذا هو الغرض من قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في بروكسل في فبراير وتعزيز علاقتنا من خلال اتفاق اقتصادي ومالي جديد مع إفريقيا، وهذا ينطوي على أجندة طموحة تستند إلى ثلاثة ركائز: الرخاء المشترك ، والأمن المعزز ، والتعبئة الأكثر كثافة.
وأضاف أنه من أجل تحقيق ذلك ، سنحتاج إلى مساعدة مصر، وهي دولة عربية وإفريقية ومتوسطية رئيسية، تلعب دورًا مهمًا في القارة وخارجها، وترتبط بعلاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا.
وشدد على إن مصر قادرة على مساعدتنا في فهم ما هي احتياجات وتحديات وطموحات المنطقة، فمصر لديها القدرة على أن يكون لها رؤية وتقديم مقترحات ذات صلة، مؤكدا أن مصر يمكنها مساعدة الاتحاد الأوروبي في التواصل مع شركاء أفارقة وعرب آخرين.
وأشار إلى جانب آخر من العلاقات مع إفريقيا يتمثل في مكافحة كوفيد، حيث التزم الاتحاد الأوروبي بتقديم أكثر من 700 مليون جرعة لقاح إلى البلدان المعرضة للخطر وقد قدم بالفعل تقديم أكثر من 120 مليونًا إلى البلدان الأفريقية.
وأوضح إننا ندعم أيضًا المبادرات الإفريقية ماليًا وتقنيًا وإنتاج اللقاحات المحلية، كما نود أن نتفق مع الدول الإفريقية على موقف مشترك في منظمة التجارة العالمية فيما يتعلق بالملكية الفكرية للسلع الطبية أثناء الأزمات، وهنا مرة أخرى ستكون مصر شريكًا قويًا وموثوقًا به.
من جانبه، هنأ سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كريستيان برجر، فرنسا لتوليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتي تستمر لمدة ستة أشهر.
وقال برجر إن هذه الفترة ستشهد العديد من الفعاليات المهمة بالنسبة للاتحاد ومن بينها انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقى المقررة في فبراير القادم ببروكسل.
شارك في الاحتفال السفير إيهاب بدوي مساعد وزير الخارجية وسفراء دول الاتحاد الاوروبى المعتمدين لدى مصر.