اللعب فى الدماغ

اللعب فى الدماغأحمد النومي

الرأى19-1-2022 | 09:04

يقول سقراط إن العلم هو الخير والجهل هو الشر، ويزيد أفلاطون بأن الجهل هو موت الأحياء، وأدمغة البشر تعد الصيد الثمين فى حروب الجيل الرابع التي تهدف إلى تزييف الوعي .

والحرب على الأمية تعد أخطر الحروب التي يجب على الدولة الانتصار فيها، فوطن بلا عقل يعنى وطنا هشا، والحروب الحديثة هي حروب السيطرة على العقول.

الواقع يقول إن الدولة قطعت شوطا كبيرا فى الاستثمار فى الحجر، وبدأت المعركة الكبرى ببناء الإنسان، والمدرسة هي خط الدفاع الأول، من خلال الاعتماد على مناهج قائمة على الفهم والابتكار وتعلم التفكير الناقد ، كلها بمثابة جرعات أولية للتطعيم ضد فيروسات الجهل.

الإحصائيات تقول إن نسبة الأمية فى مصر تبلغ 25.8% ، وهيئة تعليم الكبار تؤكد أن النسبة انخفضت إلى 24.6% ، أى أننا أمام رقم مخيف يقترب من 25 مليون شخص "تعداد دولة ".

وجهة نظري أن مجابهة هذا التحدي يتطلب مبادرة رئاسية مثل حملة فيروس سى، تتكاتف فيها كل أجهزة الدولة وتسن تشريعات ملزمة، وتعطى صلاحيات وميزانية أكبر لهيئة تعليم الكبار التى تعانى من ضعف القوة البشرية لديها، حوالي
8 آلاف عامل على مستوى كافة المحافظات، من بينهم 5 آلاف معلم مطلوب منهم محو أمية أكثر من 25 مليون أمي، بمرتبات
لا تتجاوز 800 جنيه .

الأمية هي مصدر كل المشكلات الموجودة كالإرهاب والعنف والجريمة والشائعات. والدراسات تؤكد أن ارتفاع معدل القراءة بنسبة 1% يؤدى إلى ارتفاع الناتج القومي للبلد بمعدل 5%، أي أن القضاء على نسبة 1% من الأمية يرفع الناتج القومي
بمعدل 5%.

بدون شك، الوعي سلاح ردع فى مواجهة حروب الجيل الرابع، وإضاءة عقول الأمة تكشف خفافيش الظلام وتنير طريق الوطن، فمن يفتح باب مدرسة يغلق باب سجن، وتفتت الأوطان يبدأ باللعب فى الدماغ.

أضف تعليق