«أبو أيمن المصري».. تخرح في الأزهر الشريف واحترف التزوير وشكل الخلية الأولى لجهاز «مخابرات القاعدة»

«أبو أيمن المصري».. تخرح في الأزهر الشريف واحترف التزوير وشكل الخلية الأولى لجهاز «مخابرات القاعدة»«أبو أيمن المصري».. تخرح في الأزهر الشريف واحترف التزوير وشكل الخلية الأولى لجهاز «مخابرات القاعدة»

* عاجل23-12-2017 | 14:39

كتب: عمرو فاروق

إبراهيم محمد صالح البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، شغل منصب مدير الاستخبارات في تنظيم "القاعدة"، ولد في 1965 ، وحاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، وتقيم أسرته في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بمصر.

لجأ إبراهيم البنا ، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، إلى اليمن في عام 1993، هربا من ملاحقة الشرطة المصرية لأعضاء تنظيم "الجهاد الإسلامي" و"طلائع الفتح"، عام 1992، بعد أن بدأ التنظيم في تنفيذ هجمات انتقامية ضد النظام المصري، أشدها كان تنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء المصري، الدكتور عاطف صدقي.

انتقل إبراهيم البنا ، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، من جماعة "الجهاد الإسلامي"، إلى تنظيم "القاعدة"، بعدما تأسس على يد زعيمه أسامة بن لادن، وشغل منصب مسئول الجناح الإعلامي لما يسمى بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، وهو يعد أهم مؤسس لفرع "القاعدة" بالجزيرة العربية واليمن.

أطلق أسامة بن لادن، على إبراهيم البنا، لقب  "الأسطورة"، لقدرته في إعداد الأوراق المزورة لأعضاء تنظيم "القاعدة"، دون أن تنكشف.

عبر سنوات طويلة، ظل إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، هو مفتاح مرور عناصر تنظيم "القاعدة"، عبر مطارات العالم بفضل أوراقه الرسمية المزورة، التي أسهمت في إخفاء عناصر "القاعدة" عن أعين أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.

ويعد إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، مؤسس "جهاز مخابرات" تنظيم "القاعدة"، إذ تولى تدريب عناصر "القاعدة" على أعمال التجسس والتخفي، بناء على تعليمات من زعيم "القاعدة" الحالي أيمن الظواهري، ولعب دورا كبيرا ومؤثرا في تدريب كوادر وعناصر التنظيم في الجزيرة العربية، وامتد تأثيره لفرع التنظيم في بلاد الرافدين.

وعقب  "غزوة منهاتن"، في 11 سبتمبر(آيلول)2001 ، أعلن إبراهيم البنا، الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال وصفه للهجمات الإرهابية بأنها "فضيلة منّ بها الله على المسلمين" عبر مقال له بمجلة التنظيم النسخة الإنجليزية "إنسابير"، كما هدد خلال نفس المقال باستهداف الأمريكيين، ردا على خطوات اتخذتها الولايات المتحدة خارج البلاد.

كان إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، مطلوبا في عدة قضايا في اليمن، منها القيام بأعمال تخريبية وإرهابية ضد المصالح الوطنية والأجنبية، وفي 25 أغسطس(آب) 2010، اعتقلته أجهزة الأمن اليمنية، وقامت بالتحقيق معه، وهو التحقيق الذي كشف معلومات خطيرة حينها عن تنظيم القاعدة لكنه هرب من سجنه في هجوم كبير استهدف سجنه.

ووفقا لتحقيقات سابقة مع"أبو أيمن المصري"، وغيره من أعضاء تنظيم "القاعدة"، من القيادات الوسطى، فإن البنا كان يجيد تزوير الأوراق الرسمية ويجيد أيضا التخفي والتنقل بين الدول بكل سهولة ويسر، ولم يغادر اليمن مطلقا منذ وصوله عام 1993، وكان يحظى باحترام وتقدير قيادات التنظيم في أفغانستان وفي جميع الدول.

وخلال التحقيقات، كشف إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبوأيمن المصري"، عن علاقاته  بالمؤسس الأول لتنظيم "داعش" في العراق، عبدالمنعم عز الدين على البدوي، المكنى بـ"أبي حمزة المهاجر"، وقال إنه استقبل عبدالمنعم بدوي فى اليمن، بعد أن وصل إليها هاربا من مصر بجواز سفر يحمل اسم "يوسف حداد لبيب"، وكان مسئولا عن تدريبه، وهو من رشحه لقيادة تنظيم "القاعدة في العراق"، بحكم قربه من أيمن الظواهري، الرجل الثاني في التنظيم العالمي في هذا الوقت.

وقد تولى عبدالمنعم البدوي بعد ذلك تدريب الوافدين، واشترك في تأسيس "جهاز مخابرات"، "القاعدة"، مع إبراهيم البنا الذي قال في التحقيق إنه استطاع مع "أبي حمزة المهاجر"، أن يعدا جيشا قويا، خاصة فصيل المخابرات الذي ظل يقود إلى أن تولى قيادة التنظيم في العراق خلفا لأبومصعب الزرقاوي.

وخلال نفس التحقيقات وعندما سأله المحقق عن "أبي حمزة المهاجر"، قائد تنظيم القاعدة في العراق، قال: "نعم، اسمه الأصلى كان عبدالمنعم عزالدين على البدوي ويكنى بـ"أبو الدرداء"، وقبل أن يسافر إلى أفغانستان عام 2000 وقمت بتزوير جواز سفر له باسم  "أبو أيوب المصري"، الحقيقي، وقد انتحل عبدالمنعم اسمه وكنيته أيضا".

وأضاف  "أبو أيمن المصري"، خلال التحقيقات: "في عام 1996 عندما تكاسل أحمد النجار عن قيادة الجماعة، ولم يحقق النتائج المرجوة، قام أيمن الظواهري بإقصائه وأمر بترحيله إلى (تيرانا في ألبانيا) وأقام بمنطقة (روب أبرزول)، وأسند قيادة التنظيم لي، ووقتها أعددت له جواز سفر باسم أحمد رجب محمد فودة وسافر ومعه عدد من الشباب، وقمت أيضا بتزوير جوازات سفرهم وانضموا جميعا إلى الجماعة في ألبانيا".

وسأله المحقق: وماذا فعلت بعد أن توليت قيادة الجماعة في اليمن، قال: "اتحدنا أنا وعبدالمنعم وأسسنا الجماعة على نهج منظم جدا، وبدأنا في التغلغل بين القبائل في اليمن، وكوَّنا شبكة علاقات لا بأس بها بمشايخ القبائل البدوية، وكنا نبيع لهم السلاح ونستعين بهم في تدبير المأوى لأفراد الجماعة، ثم التنظيم حتى وقت قريب، وأيضا تمكَّنَّا من ضم عدد كبير جدا من أبناء القبائل اليمنية والمجاهدين الهاربين من سلطات الأمن".

واختتم التحقيقات التي نشرت في ذلك الحين، بالكشف عن مراحل تنقل تلميذه "المهاجر"، الذي غادر اليمن، ومعه محمد الظواهري، واستقرا في أفغانستان قبل أن يغادرا إلى العراق، وقال إن "عبدالمنعم هو المرجع المعلوماتي عن التنظيم، وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا يستقيان معلوماتهما من عبدالمنعم بدوي ومحمد الظواهري، وعبدالمنعم كان مديرا للفصيل المخابراتي لجميع فروع التنظيم في العالم، ولهذا السبب رشحه ودعمه لدى أيمن الظواهري لتولى قيادة التنظيم خلفا للزرقاوي".

وفي أكتوبر(تشرين الأول) 2011،  أشيع أن إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"،  لقى 9 من عناصر تنظيم "القاعدة" باليمن مصرعهم، في عملية لقوات الجيش جنوب اليمن، ورجحت وسائل الاعلام اليمنية مقتل إبراهيم البنا ضمن عناصر تنظيم "القاعدة"، إل أن تنظيم "القاعدة" أصدر بيانا نفى فيه مقتل إبراهيم البنا.

وفي 5 يناير (كانون الثاني) 2017 ، اعلنت الخارجية الأمريكية،  وضع إبراهيم البنا، المكنى بـ"أبو أيمن المصري"، على قوائم الإرهاب، رصد مكافأة تصل قيمتها 5 ملايين دولار، لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى التوصل إليه، وهو ما يشير إلى أن ـ"أبوأيمن المصري"،  ما زال يمارس نشاطه حتى الآن.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2