أيام وتنطلق الدورة الـ (53) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الحدث الكبير الذي ينتظره القارئ كل عام بشغف للاطلاع على أحدث ما صدر من دور النشر فى مصر والعالم العربي.
يأتي المعرض بعد دورة استثنائية أقيمت بعد جائحة كورونا فى فصل الصيف لأول مرة ورغم كل الظروف ولتعطش القارئ إلى الجديد من الكتب ومعرفة ما صدر لمن يعشقه من المؤلفين، كان الإقبال كبيرا من كل من الناشرين المصريين والعرب وكذلك أعداد غفيرة من القراء من مختلف الأعمار حضرت رغم كل الظروف لأهمية الكتاب بالنسبة لها ونجحت الدورة الاستثنائية.
هذا العام يعود المعرض إلى موعده الطبيعي ومكانه وحجمه وبتنظيم مختلف يليق بمصر وبالقاريء الذي نعمل من أجله جميعا.
أيام المعرض زادت أيام البيع يوما فبدلاً من 26 يناير إلى 6 فبراير تم المد إلى 7 فبراير لأيام البيع .
عدد الناشرين المصريين زاد بشكل ملحوظ حيث إن أعضاء الاتحاد وصل رقمهم إلى أكثر من 1400 ناشر والكل يسعى للمشاركة فى هذه الاحتفالية الثقافبة التي ننتظرها جميعاً.
تم زيادة المساحات المخصصة للأجنحة من 18 ال 19 مترًا لإتاحة أكبر فرصة للناشرين الجدد وبعض الناشرين الذين لهم مساحة محددة.
وتم وضع سقف للمساحة المتاحة لاي ناشر بحيث لا تزيد عن مساحة معينة ليكون هناك عدالة وإشراك أكبر عدد ممكن.
عادت سراي (5) لناشرين كتب الأطفال والوسائل التعليمية والكتب الخارجية (اي الكتب التعليمية) وهذا أعطى مساحة بالداخل فى قاعة (3) للناشرين الجدد من المصريين والعرب للحفاظ على التنوع والزخم الخاص بمعرض القاهرة.
هناك العديد من الإجراءات التنظيمية للمعرض ليكون أيسر لكل من الناشر والقارئ هذا العام.. وتحرص الدولة أن تتم هذه التظاهرة بأبهي صورها وخاصة الاجراءات الاحترازية فقد وفرت اللقاح الخاص بكورونا من خلال فرق طبية متخصصة وايضا الكشف على الوفود القادمة من دول العالم للمعرض وعمل الفحص اللازم وتأمين العلاج اذا أضاف الأمر لذلك أيضا كافة الاجراءات الطبية اللازمة من تأمين الزائرين بالمعرض.
يشارك هذا العام عدد كبير من الناشرين العرب يزيد عن مائتي ناشر بالمشاركة المباشرة خلاف التوكيلات.. إضافة إلى الناشرين الأجانب والمصريين من الأحداث الهامة بالمعرض.
الاحتفاء بشخصية العام الكاتب الراحل يحيي حقي والانفراد بتوفير أعماله بأسعار خاصة.. وعرض محاكاة يجيب فيها الكاتب الراحل على أسئلة الجمهور..
يصادف أيضا تنظيم هذه الدورة مع رحيل الدكتور جابر عصفور وزير وزراء الثقافة المصريين.. والذي أثرى الحياة الثقافية فى مصر والعالم العربي بالعديد من المؤلفات الهامة وتستعد دور النشر بتوفير كافة إصدارات الراحل وعمل خصم عليها..
وكذلك دار المعارف تقدم ما صدر لديها من كتب الراحل العظيم وأهم شيء مقدمته العظيمة لمجلة الكتاب التي صدرت عن دار المعارف فى الفترة من 1945 حتى 1952 برئاسة تحرير علي الجارم وقد أعجب الراحل بما يحتويه هذا العمل الكبير من مؤلفات هامة لذا أفرد لها الراحل مقدمه تزيد عن عشرين صفحة لأهميتها .. ودار المعارف تقدم هذا العمل فى طبعة أنيقة وعبوه خاصة بخصم كبير للقاريء المصري والعربي .
ومن جديد دار المعارف للطفل هذا العام كتب بلغة برايل للأطفال من القصص المشهورة فى سلسلة المكتبة الخضراء .
كذلك لأول مرة بازل للطفل تقدمه دار المعارف لأشهر الشخصيات..
هذا خلاف إعادات الطبع من إصدارات الدار المتنوعة التي تصل لحوالي 150 عنوانا..
أيضا هناك الجديد لكبار المؤلفين مثل مصطفة بكري ود. نادية عمارة ومنشد القرآن الكريم.. وأيضاً د. محمد الباز والكاتبة دينا القمحاوي .
وتفسير القرأن المختصر لفضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعرواي وكتب بنت الشاطيء وعبد الحليم عبد الله والعديد من شباب المؤلفين.. وكتب مسابقة العمل الأول للموهوبين التي تنظمها دار المعارف مع وزارة الشباب سنويا كذلك روايات المعارف..
هناك زخم كبير إضافة إلى إصدارات أكثر من 25 ناشر عربي توزع إصداراتهم دار المعارف إضافة إلى الكتاب الأجنبي .
هذا خلاف الخصم الذي يصل إلى 50% من سعر الغلاف مع عروض لمجموعات كتب مخفضة عربية وأجنبية داخل أجنحة دار المعارف والشركة القومية للتوزيع حرصا على تقديم خدمات متابعة للقارئ.
قرأت لك
من أهم الكتب التي كتبتها الراحلة د. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) كتاب نساء النبي وهو كتاب شيق تم إعادة طبعه أكثر من مرة وجاء فيه الحديث عن (نساء النبي) فى بيته، لا بد أن يسبقه حديث عن الزوج، وبيته الذي أظلهن، لا أعني به بنيانه وموضعه، بقدر ما أعني الحياة المشتركة فيه. وأما البيت بمعني البنيان، فالواقع أنه لم يكن بيتا واحدا، بل بيتين: أولهما فى (مكة) حيث عاش ((محمد))، مع زوجه الأولى وحدها، وحيث أنجب وواجه التحول الأعظم فى حياته وفى حياة العرب والانسانية جميعا وقد وصفت هذا البيت فى كتابي عن (بنات النبي) وأما البيت الآخر فكان فى المدينة حيث عاشت أمهات المؤمنين جميعا غير السيدة خديجة رضي الله عنهن، فيجد القراء وصفا موجزا فى الفصل الخاص بالسيدة عائشة رضي الله عنها من هذا الكتاب، إذ كانت أولاهن مكانا فيه، ومن بعدها جاءت نساء النبي تباعا، وصار لزواجه معنى اجتماعي وسياسي وتشريعي لم يلحظ فى البيت الأول الذي دخله محمد شابا فى الخامسة والعشرين من عمرة، لم يبعث بعد برسالة ، ولم يتلق الوحي ..
وفى الحديث عن رب هذا البيت الذي أظلهن لا أقدم هنا تتبعا للسيرة النبوية أو عرضا لأمجادها الخالدة ومواقفها المشهودة وإنما أقف من هذا كله عند جانب بعينه لا ينبغي أن اتجاوزه إلى سواه، ذلك هو محمد الزوج النبي الإنسان الذي أظل بيته هؤلاء السيدات الكريمات، ووسعتهن دنياه الخاصة وكان لهن حظ المشاركة فى حياته الوجدانية ثم فى حياته العملية.
والفصل بين شخصيته زوجا رجلا وشخصيته نبيا رسولا جد عسير وليس الأمر كذلك فى حياة نبي آخر من حملة الرسالات رغم كونهم جميعاً آدميين، يقول الله تعالي فيهم (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) ذلك لأن الإسلام قرر بشرية الرسل عليهم السلام أصلا من أصول عقيدته، ومحمد كان أحرص الناس على تذكير أمته بأنه بشر: عبد الله ورسوله.
ولم تنزع الرسالة من قبله عواطف البشر، ولا جردته من وجدانهم ولاعصمته مما يجوز عليهم فيما عدا ما يتصل بالنبوة؛ فهو كما قال جل جلاله (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي) : يسكن إلى زوجه ويشغل بالأبناء ويعاني مثل الذي يعانيه بنو آدم من حب وكره ورغبه وزهد وخوف وأمل، وحنين واشتياق، ويجري عليه ما جرى على سائر البشر من تعب وثكل.