المشروع الأسود!

الرأى22-1-2022 | 08:23

كثيرًا ما نسمع لدقات الطبول وكأنها تعلن عن حرب وشيكة بين الدولتين، ثم نفاجأ بأنها مجرد تصريحات نارية.. قد تعجب القراء والسامعين.

ف إسرائيل تصف إيران "بالنازيين الجدد" و إيران تصف إسرائيل "بالشيطان الأصغر".. وعندما تقرأ الشعارات المرفوعة من الإيرانيين وتابعيهم من الحوثيين فى اليمن وكوادر حزب الله فى لبنان، نجد: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود، ثم تكتشف أن أكبر جالية يهودية فى العالم بعد إسرائيل موجودة فى إيران.. وأن بعض أفرادها وصل لأعلى المناصب فيها، وأن هناك جالية إيرانية فى إسرائيل تولى بعض أفرادها وزارات سيادية، بل وصل أحدهم لرئاسة الدولة!

ما تقدم وغيره من الأسرار والأحداث يكشف عنه كتاب الزميلة سارة شريف الصحفية المتخصصة والباحثة المدققة بعنوان "المشروع الأسود" بين إيران و إسرائيل وتقصد به العلاقات القديمة والتعاون الممتد بين البلدين فى المجالات المختلفة، وخاصة فى المشروع النووى، والتسليح والتجارة والتصنيع، وتبادل الوفود والبعثات العلمية والدراسية.. الطريف أن الكتاب صادر فى نهاية عام 2015 لكنه مؤخرًا أثار ضجة كبيرة فى إحدى البلاد العربية بمناسبة معرض سنوى للكتاب، وكاد صديقى الناشر ياسر إبراهيم والشهير بياسر كنوز أن يتعرض للخطر لولا ستر الله، ومساعدة الأصدقاء المخلصين!

والكتاب عبارة عن "وثيقة تاريخية" بالصور والمستندات لكل ما جرى ويجرى على الأرض فى كل من إيران و إسرائيل وخاصة أوجه التشابه والاختلاف ومجالات التعاون والمحطات المتتالية لتطور العلاقات من أيام الشاه وطوال حكم الملالى وآيات الله.

لقد بدأت الزميلة سارة بأن الدولتين قامتا على فكرة دينية، ومن ثم بدأت بشرح وتوضيح كل من العقيدتين اليهودية والشيعية وبشىء من التفصيل يغنيك عن قراءة كتب أخرى لمعرفة المزيد من نظام الحكم فى الدولتين ومن يصنع القرار فى كل منهما.

وبعد سرد مفصل لتاريخ العلاقات بين البلدين وصلت إلى "مربط الفرس" وهو التعاون النووى بين إسرائيل و إيران مع خريطة تفصيلية لكل المواقع النووية فى البلدين وتخصص كل موقع منها فى إنتاج جزء من مكونات القنبلة النووية!

ويورد الكتاب بعض الوثائق التى تكشف استعداد إيران للتخلى عن حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن من أجل دعم الغرب لمشروعها النووى، وكيف استعان حكام إيران من الملالى باللوبى الإيرانى النشط فى كل من أمريكا و إسرائيل للتغطية والتخفيف من الآثار السلبية لبعض الأحداث مثل مهاجمة الإيرانيين للسفارة الأمريكية فى طهران واحتجاز العاملين فيها كرهائن، وأيضًا فضيحة " إيران جيت" حيث باع الأمريكان صفقات أسلحة مختلفة ل إيران من خلال طرف ثالث!

نعم.. وكما قالت فى الختام "لا يكفينا أن نعرف ما يدور فقط فى دولتنا لنعيش فى أمان، فالخطر قد يكمن على الشاطئ الآخر من البحر أو فى نقطة بعيدة لا ترصدها العيون"!

أضف تعليق