هوية مصر

هوية مصرأحمد النومى

الرأى24-1-2022 | 09:42

الهوية هي حلبة الصراع الحقيقية بيننا وبين العدو، هكذا وصفها الراحل عبدالوهاب المسيرى، ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي سيفتتح دورته ال53 خلال أيام ، أحد أشكال الحفاظ على هوية المحروسة ، ولعل اختيار محور هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل كان صائبا .
التاريخ يقول إن المجتمعات عملت على المحافظة على هويتها عبر الأجيال حتى في أقسى الظروف عندما وقعت أوطانها تحت نيران الاستعمار، فمثلت الهوية دافعا قويا للنضال حتى لا تنسلخ من هويتها .


وكما تتلون الحرباء يتلون الاستعمار ويغير جلده لبث سمومه ، وضرب الهوية الثقافية للأمم الهدف ، من خلال ما يمكن تسميته عولمة الثقافة ، عبر فرض نموذج ثقافي واحد على العالم ، وذوبان خصوصية ثقافة كل مجتمع لنعيش فى زمن المسخ ، وسلاح تحقيق ذلك ليس خشنا بل سلاح ناعم، وهو الكتاب والسينما والدراما والأغنية ووسائل التواصل الاجتماعي والتعليم أو ما نسميه " القوى الناعمة للدول " .


بدون شك الحفاظ على الهوية فى عصر العولمة بات أمرا عسيرا ، لاسيما مع تراجع الاهتمام بالقراءة ، وعدم تعظيم لغتنا العربية الجميلة ، وغياب الفن الجاد ،وتعدد أنماط التعليم ، وغياب المشروع الثقافي الذي يقف ضد هذه الهجمة الاستعمارية الجديدة.
الحفاظ على الهوية لا يعنى التجمد ورفض ثقافة الآخر ، فالهوية تزداد غنى، كلما انفتحنا على الآخر ، وتنكمش كلما انغلقنا. وحسب الشاعر أدونيس، فالأمر ليس نفياً للآخر بقدر ما هو نفي للذات ، فلا ذات بلا آخر، ولا ذات دون تأثير وتأثّر، وحين تكون الهوية من القوة والفاعلية، تكون أكثر ثقة بالنفس .


مجابهة العولمة ينبغي في نظرنا ألا ينطلق من مبدأ دفاعي سلبي بل من منطلق التفاعل والمشاركة في صناعة الثقافة العالمية ، من خلال بناء ثقافة وطنية متماسكة تستند إلى الخصوصيات الثقافية التقليدية دون أن تهمل الأخذ من آليات التقدم الحضارية الحديثة ، حتى تتمكن من مجابهة تيارات العولمة ، ومضاعفة الاعتناء بالشرائح الاجتماعية الأكثر استهدافا من قبل المشروع العولمي كالشباب بهدف حمايتهم من الغزو الثقافي والفكري وتعزيز الشعور بالانتماء الثقافي لديهم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2