أكَّد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن الشريعة الإسلامية عُنيت بالقراءة والتعليم بصورة بالغة، وحثَّت على طلب العلم من المهد إلى اللحد، بل جعلته واجبًا على كل فرد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
وقال مفتى الجمهورية، فى كلمته اليوم الإثنين، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للتعليم، الذى يوافق 24 يناير من كل عام: إن الشرع الكريم حضَّ على توقير أهل العلم، إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة، وروى الترمذى وأحمد عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه".
وأوضح المفتى، أن الرسالات السماوية جميعًا عُنِيَتْ فى المقام الأول ببناء الإنسان وتطويرِه وتأهيلِه لخلافة الله فى الأرض، والقيامِ بمقتضيات تلك الخلافة، وأَوْلَتِ الشريعةُ المحمدية على وجه الخصوص عنايتَها البالغة ببناء هذا الإنسان، بوصفه ركيزة الحضارة، ومناط عملية النهضة والتنمية، وسَعَتْ إلى تشييد هذا البنيان الإنسانى على قواعد ثابتة مستقرة.
وأضاف: "كما أن الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم، فالعلم هو الضامن الحقيقى لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذى تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته، ومن ثم لا يوجد ثمة ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، فتعلم العلوم التى تنفع الناس وتنير حياتهم أحد مقاصد الشريعة الإسلامية".
وشدد مفتى الجمهورية على أن النهضة المصرية وتحقيق رؤية الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة لن تقوم إلا بالعمل الدءوب والتعليم وَفقًا لتخطيطٍ حكيمٍ لن يتحقق إلا بتشكيل وعى شامل فى المجتمع خصوصًا لدى الشباب، وذلك لأن العمل الناجح فرع الوعى الرشيد، ومن هنا وجب أخذ جميع الطرق الفعالة لتحقيق وظيفة العلم والعلماء فى توعية المجتمع بالطريق الأمثل لسعادة الدنيا والآخرة.