قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن تجديد الخطاب الديني والإفتائي هو واجب الوقت وضرورة حتمية، وهو نهج الأوائل الذي أدركوا أن الفتوى تتغير بتغير الجهات الأربع وهي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، و الشرائع جاءت جميعها لتحقيق المقاصد العليا الخمسة وهي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقول وحفظ الأموال وحفظ الأعراض، وهو ما يجب أن يراعيه الخطاب الديني.
وأكد مفتي الجمهورية أننا نرغب في إيصال الفهم الصحيح للدين والذي يؤدي للتعمير والبناء وإزالة الغبار الذي انتجته بعض الأفكار المتطرفة، يعني تنقية الأجواء من الغبار الذي تركه الإخوان على نصاعة وتحضر الدين الإسلامي.
وشدد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حريصًا على انتهاج سياسة بناء الوعي بدعوته إلى تجديد الخطاب الديني، من أجل دعم استقرار المجتمعات.
وذكر مفتي الجمهورية، أن تجديد الخطاب الديني وقضية بناء الوعي الصحيح هي قضية أصيلة في المفهوم الإسلامي؛ فالمسلم الحق هو الذي يبني وعيه ليس على معرفة الخير من الشر فقط، بل على إدراك أي الخيرين أفضل ليفعله؛ ومن ثم تأتي أهمية المنظومة الإفتائية والمقاصدية كجزء من أدوات الوعي السديد مثلًا لذلك، فالفتوى لها رباعية، كلها تُعنى بالتوثيق والتبصر، تبدأ أولًا من التثبت؛ وهو إجابة سؤال: هل؟ ثم الفهم؛ وهو إجابة سؤال: ماذا؟ وقد أنشئت له منظومة علوم على رأسها علم أصول الفقه، ثم: لماذا كان ذلك الحكم؟ وعليه خرجت نظرية التعليل، ثم: كيف؟ أي كيف ينزَّل النص على الواقع؟ فنحن أمام منظومة متكاملة للوعي والسعي.
وأوضح أن الواجبُ على المؤسساتِ الدينيةِ أن تُعيدَ بناءَ الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ.