كشف الخبير السورى فى شئون الجماعات المسلحة، عمر رحمون، أن الأحداث الأخيرة التى تشهدها مدينة الحسكة مجرد "فيلم هوليوودى" يتنازع بطولته الجيش الأمريكى وتنظيم "داعش" الإرهابى وآخرون، وتم اعتماد السيناريو الخاص بسيطرة التنظيم على سجنهم ومحيطه فى مدينة الحسكة، بعد سلسلة من الاجتماعات الحميمية بين الطرفين.
وأضاف الخبير السورى فى حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن فرار مسلحى تنظيم "داعش" من "سجن الصناعة" وسيطرتهم على محيطه وعدد من النقاط التى يديرها مسلحو "قسد" الموالين للجيش الأمريكى فى حى جويران بمدينة الحسكة، ماهى إلا مسرحية هزلية أبطالها "التحالف الدولى" اللاشرعى بقيادة واشنطن وقياديين من "قسد" من جهة، مع مسلحى تنظيم "داعش" من جهة أخرى.
وأضاف رحمون "سجن الصناعة الذى يحتجز فيه ما يقارب 5000 من مسلحى "داعش"، يخضع لحراسة مشددة من قبل مسلحى ميليشيات "قسد" الموالين للجيش الأمريكى، وبإشراف مباشر مما يسمى "التحالف الدولى" الذى- من المفترض- أنه قام بتزويد مسلحى "قسد" بمعدات لوجستية متطورة تمكنه من الإشراف بشكل كامل وفعال على أقسام السجن، الأمر الذى يسقط فرضية أن مسلحى داعش قاموا بالهروب من السجن، ويفضح الأمر برمته على أنه أشبه بالأفلام الهوليوودية التى يشهد للجيش الأمريكى براعته فى إخراجها والمشاركة فى بطولاتها، وتم تحضير الـ (لوكيشن) بالتنسيق بين التحالف ومسلحى "داعش".
وأوضح الخبير فى شئون الجماعات المسلحة: هنالك معلومات تؤكد أن اجتماعات عدة عقدت خلال الأسابيع الماضية بين قياديين فى "داعش" وبين ضباط فى "التحالف الدولى"، تم التفاوض خلالها على عدة نقاط منها التوقف عن ترحيل المسلحين ذوى الجنسيات الأجنبية والعربية إلى بلدانهم لمنع محاكمتهم، وتمت الاستجابة من قبل الجيش الأمريكى تحت مظلة "التحالف الدولى" الذى أسسه ويقوده، لكن هذه الاستجابة دفع ثمنها عناصر تنظيم "داعش" من خلال المسرحية التى نشهدها حاليا فى حى جويران وسجن الصناعة.
وحول مبررات ما وصفها بـ "المسرحية" أوضح رحمون أنها: "ضربة تصيب أكثر من عصفور. الأول: يسعى الجيش الأمريكى والتحالف الدولى اللاشرعى و"قسد" لضرب أى محاولة للحكومة السورية بعقد تسويات فى محافظة الحسكة بشكل استباقى ومتوقع منعا لتكرار تجربة المصالحات الأخيرة فى الرقة ودير الزور".
"أما ثانى العصافير"، يضيف الخبير السورى: "تحاول "قسد" إصابته عبر ترحيل المواطنيين العرب من أبناء القبائل خارج الأحياء القريبة من السجن وحى جويران باتجاه مناطق سيطرة الجيش السورى كورقة ضغط تمارس على الحكومة السورية عبر تركيز الضغط بشكل أكبر على البنى التحتية والخدمات والمساعدات والتعليم ضمن المساحة الضيقة التى تسيطر عليها فى الحسكة، وفى الوقت نفسه تحقيق فصل جديد من فصول التغيير الديمجرافى على حساب المواطنين العرب وترحيلهم قسريا من المناطق التى يسيطر عليها ميليشيات "قسد".
وأضاف رحمون: "العصفور الثالث الذى يتطلع الجيش الأمريكى لإصابته، وهو ما سيظهر خلال الفترة القادمة، فيتجلى فى نقل ما أمكن من مسلحى "داعش" باتجاه مناطق جنوب الفرات بهدف تركيز الهجمات باتجاه مواقع الجيش السورى وضرب خطوط امداده فى المنطقة."
وأبرز الخبير السورى فى شئون الجماعات المسلحة "الهدف السياسى الذى يسعى البنتاجون لفرضه من خلال المسرحية الهزلية، وذلك ردا على تعالى الأصوات الشعبية والبرلمانية فى الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة سحب جنودهم من سوريا، مشيرا إلى أن صقور الجيش الأمريكى يتطلعون إلى بث رسالة استدراكية إلى المجتمع الدولى، ومفادها أن "وجوده مع التحالف الدولى اللاشرعى فى منطقة شرق الفرات، ما تزال تتخذ ضرورة قصوى بحجة محاربة مسلحى داعش، وليس ذلك فقط بل إن التنظيم الإرهابى لا يزال يتمتع بقوة كبيرة حتى حدود السيطرة على مناطق ومواقع متاخمة لمناطق سيطرة جيوش التحالف".
وختم: "إذا ما أضفنا النشاط المستجد لما يجرى فى العراق، فكل ذلك يوحى بأن داعش لا يزال يشكل تهديدا داهما على الأمن العالمى، ولا يمكن لأحد تجاهل ضرورة محاربته، وهنا ستضطر الأصوات المناهضة للوجود الأمريكى فى سوريا والعراق للصمت".