أثار قرار رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتعليق عمله السياسي وعدم الترشح للانتخابات المقبلة ردود فعل واسعة سواء على المستوى الشعبي أو السياسي والرسمي.
وقام عدد من أنصار الحريري بقطع عدد من الطرق بالعاصمة بيروت بإطارات السيارات المشتعلة وصناديق القمامة والدراجات النارية احتجاجا على قرار الحريري، ومن بينها أوتوستراد المدينة الرياضية ومنطقة بشارة الخوري وأوتستراد الناعمة وكورنيش المزرعة وقصقص وفردان وساقية الجنزير.
وعلى المستوى السياسي، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق تمام سلام، إن موقف الحريري لا يعبر فقط عن ما توصل اليه من اقتناع في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان واللبنانيون، بل يعكس ايضا الخلل العميق في التوازنات السياسية والوطنية المفقودة للحفاظ على وحدة الوطن وأبنائه.
وأضاف أن مشاركته وتياره السياسي المسؤولية قد يكون عبرة لمن يعتبرون أنفسهم اليوم منتصرين على أشلاء الوطن المنهار.
من جانبه، قال النائب إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إن المعادلة اللبنانية أُصيبت بنكسة كبيرة جراء قرار الحريري تعليق عمله السياسي.
وأكد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، أن الحريري وجه من وجوه الاعتدال في لبنان، مؤكدا أن غيابه عن الساحة السياسية سيخلق فرصة للضعفاء الذين سيعمدون إلى المزايدات التي تعزز التطرف، مشددا على أن التطرف هو أكبر خطر على مستقبل لبنان.
وعلق رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، قائلا إن الوطن تيتم الوطن اليوم والمختارة حزينة وحيدة.
ووصف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ المشهد قائلا: "بكل أسف وحزن، استكملت اليوم حلقة جديدة في عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري! يبقى الأملُ والعزم والرهان أن نحافظ مع المخلصين على إرث الرئيس الشهيد، ونواصل حمل راية مشروعه بأبعاده اللبنانية والعربية والوطنية والإنسانية".
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أكد أن ما أعلنه رئيس الحكومة الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اليوم يعد صفحة حزينة للوطن وله شخصيا، مؤكدا أنه يتفهم الظروف المؤلمة التي يعيشها والمرارة التي يشعر بها.
وأضاف ميقاتي قائلا: "سيبقى الوطن يجمعنا والاعتدال مسارنا ولو تغيرت الظروف والاحوال، مستلهمين قوله تعالى "لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم".
على صعيد متصل، اعتبر اتحاد العائلات البيروتية أن قرار تعليق سعد الحريري عمله السياسي ليس الا غيمة صيف لن تطول، ليقين الاتحاد بأن التوازن الوطني لن يتحقق الا بعودته للحياة السياسية سريعً.
وأعلن سعد الحريري مساء اليوم تعليق عمله بالحياة السياسية وعدم الترشح للانتخابات أو تقديم أي مرشح باسم تيار المستقبل لاقتناعه بأنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان، في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة - على حد وصفه.
ويعد تيار المستقبل أكبر كتلة نيباية بمجلس النواب وأكبر ممثل للمسلمين السنة بالحياة السياسية في لبنان منذ تأسيسه على يد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.