نحتفل كل عام ب عيد الشرطة المصرية و نقدر الدور الوطني الكبير الذي تقوم به الشرطة المصرية حفاظا على إستقرار هذا الوطن و لا شك في أن الأمن و الأمان في أي مجتمع هما الركيزة الأساسية للتنمية و هما كلمة السر للحفاظ على المجتمع من التفكك و الإنهيار و يتحقق ذلك على يد أبطال شرفاء من أولادنا في الشرطة و القوات المسلحة معا جنبا إلى جنب كل منهم في مجال تخصصه و وفقا لأستراتيجية وطنية تحافظ على الأمن القومي المصري .
نتحدث كثيرا عما حدث من تغيرات ثقافية و سلوكية في مجتمعنا و نبحث عن القدوة و المثل الأعلى الذي نود أن نغرسه في أذهان الأجيال القادمة لنعزز في قلوبهم الولاء و الإنتماء و حب هذا الوطن العظيم مصر و أعتقد أننا لسنا في حاجة إلى مشقة في البحث عن هذه النماذج التي نتخذها قدوة لأولادنا أكثر من شهداء الشرطة و القوات المسلحة الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن نعيش جميعا في إستقرار و أمان و يستمر بقاء هذه الدولة قوية لا تنكسر أبدا .
إن هذا البطل الشهيد لم يأتي من فراغ إنما أتى من أسرة مصرية أصيلة غرست في إبنها منذ الطفولة حب هذا الوطن و بالتالي عندما كبر هذا الطفل و أصبح شابا فكر في الإلتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية أو أي من الكليات العسكرية الأخرى و بدأ رحلته نحو البطولة منذ تقدمه لإجتياز إختبارات التقدم لهذه الصروح الوطنية العظيمة و عند سماعه نتيجة القبول بالنجاح شعر بأنه يطير في عنان السماء لتحقيق حلمه ليكون ضابطا في الشرطة أو القوات المسلحة ليخدم هذا الوطن و يحافظ عليه كما تعلم من أسرته .
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من حياة هذا البطل في داخل الكليات العسكرية التي تخلق منه رجلا قادرا على تحمل المسؤلية و إتخاذ القرار متلقيا أعلى مستوى من التعليم و التدريب ليكون قادرا على تنفيذ كافة المهام تحت أي ظرف من الظروف و لا أخفيكم سرا أن هذا البطل خلال سنوات دراسته يمتلأ قلبه حبا و وطنية و إخلاص و وفاء و تضحية من أجل بلده حتى يصل إلى يوم التخرج .
إن يوم التخرج هو يوم الفرح و يوم البهجة التي يشعر بها ليس فقط هذا البطل و إنما يشعر بها أسرته و كل المجتمع الذي يشاهد الإحتفال المهيب على شاشات التليفزيون بيوم التخرج الذي يبعث في نفوسنا جميعا شعورا لا يمكن أن يوصف من الحب و الولاء و الإنتماء لهذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها .
و يبدأ البطل طريقه في حماية الوطن و يحقق النجاحات و يتخطى الصعاب و يصنع المستحيل من أجل أن يحافظ على أمن و أمان هذا الوطن حتى يلقى ربه شهيدا و هو مدافعا عن أرضه و عن وطنه ضد كل من يعتدي على تراب هذه البلد و ترك لنا تاريخا من البطولات تعجز الكلمات عن وصفه لما يحمله هذا التاريخ من مواقف و أحداث لا يمكن أن يشعر بها إلا من كان في أرض العمليات ليشهد هذا الإقدام و الإخلاص في التضحية بالنفس و نيل الشهادة من أجل وطن كامل.
إن شهدائنا هم قدوتنا سواء كانوا من رجال الشرطة أو رجال القوات المسلحة فعلينا دائما أن نتذكرهم و نخلدهم في ذاكرة الأمة و نضع بطولاتهم و تضحياتهم في كتب التاريخ و التربية الوطنية التي تدرس في المدارس و في كافة الأعمال الدرامية و الثقافية و الفاعليات المجتمعية لكي تتعلم منهم الأجيال القادمة الحب و الولاء و الإنتماء و نقدم لأرواحهم الطاهرة تحية عسكرية تقديرا و إحتراما لما قدموه لنا و للأجيال القادمة لكي تحيا مصر قوية عزيزة و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .