حالة من الحزن خيمت على الوسط الصحفى والساحة الإعلامية، اليوم الأربعاء، بعد وفاة الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "أخبار اليوم" السابق، إثر أزمة قلبية مفاجئة.
ونعى الكثير من الكتاب الصحفيين والإعلاميين الكاتب الراحل بكلمات مبكية أثارت الحزن والشجن فى نفوس رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وصحبتها دعوات للفقيد بالرحمة له وبالصبر والسلوان لأسرته.
الجماعة الإرهابية
الكاتب الراحل ياسر رزق، احتفل قبل أيام بصدور كتاب يحمل اسم "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص" والذى يتضمن رصدا دقيقا وموضوعيا لأحداث حقبة هى الأصعب فى تاريخ مصر الحديث، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013.
ياسر رزق امتلك الكثير من الشجاعة للرد على الخونة والمغرضين بكتاب وصفه البعض بـ"الدليل القاطع والحاسم" لجرائم الجماعة الإرهابية خلال فترة ثورة يناير وإشاعة الفوضى فى البلاد.
وكشف ياسر رزق فى الكتاب معلومات ومواقف كشف عنها للمرة الأولى ورواها الكاتب من موقع الشاهد بحكم عمله الصحفى وقربه وصلاته الوثيقة بدوائر صناعة القرار خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
يناير الغضب ويونيو الخلاص
واستعرض الكاتب الصحفى ياسر رزق فى كتابه "يناير الغضب ويونيو الخلاص"، الذى يمثل الجزء الأول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية" يعكف على وضعها والانتهاء منها، لمقدمات ومجريات ثورة يناير، معتبرا أنها أسقطت "الجمهورية الأولى" التى قامت فى يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكى لأسرة محمد على، ورصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة الدولة التى كانت تترنح فى ذلك الوقت بفعل ثورة ومتغيرات إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بحراب أبنائها.
قراءة الواقع
كما استعرض الكاتب الراحل ياسر رزق، فى كتابه الذى يؤكد أنه ليس محاولة لكتابة تاريخ وإنما لقراءة حاضر، من لحظة التنحى ليعرض إرهاصات الحراك الشعبى الذى دفع الرئيس الراحل حسنى مبارك إلى التخلى عن الحكم، والتى يلخصها فى تفاقم الأزمات المعيشية، ثم التزوير الكبير لإرادة الناخبين فى انتخابات مجلس الشعب عام 2010 إلى جانب رفض الشعب والمؤسسة العسكرية لمشروع توريث الحكم من الأب الرئيس إلى ابنه الأصغر جمال، والذى كان يتم الإعداد له وفق سياق ممنهج.
عرض الكاتب الراحل ياسر رزق فى مؤلفه، جرائم الإخوان الإرهابية، والتى تسببت فى نقمة شعبية واسعة على الجماعة التى أرادت تغيير هوية الشعب وتقويض كيان الأمة المصرية، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مرسى على نحو غير مسبوق، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التى نفذتها الجماعة وتسببت فى إراقة دماء المصريين فى الشارع، مع الفشل المتلاحق لحكومة الإخوان فى توفير أبسط مقومات الحياة، بعدم القدرة على توفير الخبز وانقطاع مياه الشرب والكهرباء وشح الوقود.
خروج مصر من أزمتها السياسية
ولفت ياسر رزق، فى كتابه الأنظار إلى خروج مصر من كبوتها السياسية بظهور شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، ودورة الخالد فى سبيل نزع فتيل الأزمات وبما يجنب مصر المشاكل والتناحر.
آخر ظهور لـ ياسر رزق
حل الكاتب الراحل ياسر رزق منذ أيام ضيفًا على الإعلامى نشأت الديهى حلقة خاصة فى برنامجه "المشهد"، وحملت الحلقة عنوان "الرابحون والخاسرون من الربيع العربى"، واستضاف خلالها 8 ضيوف من تيارات وانتماءات وتوجهات سياسية مختلفة، وأيضًا فى اختصاصات مختلفة.
وتحدث ياسر رزق، خلال الحلقة مؤكدًا ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد من أجل تغيير خريطة المنطقة بأكملها، لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف ياسر رزق، بأن المشروع الأمريكي كان قائم على دعم التيارات الإسلامية فى المنطقة العربية.