نعى الكاتب الصحفى ضياء رشوان صيدقه الكاتب ياسر رزق بأرق الكلمات التى تعبر عن كم الحزن الذى يشعر به لفراق رفيق دربه، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وقال ضياء: فعلتها يا ياسر وأنا خارج الوطن الذي جمعنا في عشقه طوال سنوات اقتربت من الأربعين.
وأضاف: فعلتها يا ياسر لتحرمني من وداعك في نهاية رحلتك في الدنيا قبل أن ترقى إلى كنف رب رحيم كريم عزيز مقتدر.
واستطرد قائلا: فعلتها يا ياسر بعد نحو أسبوعين من لقاءنا الأخير في شرم الشيخ وإصابتك ساعتها ب أزمة قلبية هي الرابعة في عشرة أيام كما أسررت في أذني بعد أن وضعت حبة الدواء تحت لسانك، رافضا بشدة أن أستدعى لك إسعافًا أو طبيبا، واعدا بعد إلحاحي أنك ستزور طبيبك فور عودتك للقاهرة، وأنا متاكد أنك كالعادة لم تفعلها، لتفاجئك أزمتك القلبية الأخيرة لتحرمنا منك إلى الأبد.
فعلتها يا ياسر بعد رحلة إخلاص ووطنية ومهنية وجد واجتهاد استغرقت عمرك كله لتنتهي بك الصحفي الأبرز في جيله، والمقاتل العاشق لبلده دون خوف أو كلل، والشاهد والمشارك الأمين على أهم ما شهدته مصر في تاريخها الحديث خلال العقد الأخير.
فعلتها يا ياسر وقد صمدت كالجبل في "سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، لكي تكون من بناة "الجمهورية الثانية" التي انتويت أن تكتب عنها ثلاثية لم يعطك القدر عمرا سوى لنشر الجزء الأول منها، وكنت تسابق الزمن لإصداره وكأنك كنت تعرف انها شهادتك الأخيرة.
فعلتها يا ياسر وقد أكرمك الله سبحانه قبل رحيلك بإعادة تقديمك لكل محبيك وغيرهم عبر شهادتك في "سنوات الخماسين"، شامخا كبيرا في مهنتك ووطنيتك ونزاهتك وشرف أخلاقك وادائك، نموذجا حيا لكل من يريد أن يكون "صحفيا" بحق، مثالا للعطاء العام دون حساب وللإخلاص بلا حدود لمن تحب ولما تعتقد.
فعلتها يا ياسر الحبيب الغالي لتحرمني منك أخا لم تلده أمي وأنا الذي ليس له أخ، ولتصبح دنيانا أكثر وحشة مما هي عليه.
إنا لله وإنا إليه لراجعون، غفر الله سبحانه لك وتقبلك بواسع رحمته وأفسح لك مكانا في جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأسبغ صبرا واسعا على زوجتك الكريمة وأبنائك الأحباب.
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"
وتوفى الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق، فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عن عمر 51 عامًا، بعد أزمة قلبية مفاجأة.
وكان آخر ظهور للكاتب الصحفى الراحل، منذ ساعات خلال حلوله ضيفًا على أحد البرامج التلفزيونية للحديث عن ثورة 25 يناير ومكتسبات الثورة للشباب.
وكان الراحل قد احتفل منذ أيام بصدور كتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، ويوثق الكاتب الأحداث خلال الفترة من يناير 2011 إلى يونيو 2013، وهى الفترة الصاخبة والمليئة بأهم الأحداث التى غيرت وجه الحياة فى مصر.
وأدار الجلسة الدكتور سامى عبدالعزيز وشارك فى المناقشة من السياسيين والمفكرين، للتحاور عن رؤية ياسر رزق فى كتابه المثير والكاشف لفترة وضعت أساسات الجمهورية الجديدة.
كما شارك بالحضور أيضا من كتاب وصحفيين أبناء مؤسسة "أخبار اليوم" ممدوح الصغير، وعادل دربالة، ومحمد البهمساوى، وأيمن بدرة.
وتخرج ياسر رزق من كلية الإعلام عام 1986، وبدأ عمله الصحفى فى مؤسسة أخبار اليوم واستمر لمدة 30 عامًا، منذ أن كان طالبًا فى السنة الأولى، وعمل بها محررا عسكريا، ثم مندوبًا للصحيفة فى رئاسة الجمهورية حتى 2005، وهو العام الذى شهد توليه، منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الأخبار اليومية ورئاسة مجلس إدارة المؤسسة.