تناقش الولايات المتحدة مع بعض الحلفاء إمكانية نشر آلاف القوات الإضافية فى دول أوروبا الشرقية التابعة لحلف شمال الأطلسى، كإظهار للدعم فى مواجهة روسيا.
ومن بين الدول التى تفكر فى قبول عمليات الانتشار رومانيا وبلغاريا والمجر، حسبما قاله ثلاثة مسئولين أمريكيين مطلعين على المناقشات لشبكة "سى إن إن".
وسوف يبلغ الجنود المقرر نشرهم نحو 1000 فرد فى كل دولة، وستكون مماثلة لمجموعات القتال الأمامية المتمركزة حاليا فى دول البلطيق وبولندا.
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين أولئك الذين يفكرون فى عمليات الانتشار الجديدة، لكن ليس كل أعضاء الناتو الثلاثين راغبين فى ذلك، وفقا لدبلوماسى أوروبى.
وقال مسئول دفاعى آخر الأسبوع الماضي إن الهدف العسكرى الأمريكى بشكل عام هو "تلبية القدرات" التى يطلبها حلفاء الناتو فى المنطقة، مضيفا: "يمكن للقوات الأمريكية أن تعمل، كما تفعل، من جانب واحد فى أوروبا، ولكن يمكنها أيضا العمل تحت هياكل قيادة الناتو الحالية".
وتمثل إمكانية نشر بعض القوات بالقرب من عتبة روسيا تحولا من قبل الإدارة الأمريكية، التى كانت فى السابق قلقة من خطر استفزاز موسكو بشكل أكبر، بحسب شبكة "سى إن إن".
وحذرت روسيا باستمرار من مخاطر "العسكرة" الغربية لمنطقة شرق أوروبا بما فى ذلك نشر الصواريخ وحشد القوات وتقديم الدعم العسكرى لبعض الأطراف، بما يهدد أمن البلاد القومى، خاصة فى ظل ضغط الحلف العسكرى الغربى للتوسع نحو أراضيها.
وتلقت أوكرانيا فى الأشهر الأخيرة دعما عسكريا واسعا من بلدان غربية، شمل الذخيرة والأسلحة والتعاون المشترك والتدريب، حتى أن كندا أرسلت بعضا من قوات النخبة إلى الأراضى الأوكرانية.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تتواصل فيها التحركات "الاستفزازية" لقوات الناتو على حدود روسيا، والتى تشمل توغل القطع البحرية الحربية بالقرب من السواحل الروسية والقنوات المائية الاستراتيجية، والمحاولات المتكررة لانتهاك المجال الروسى باستخدام طرازات مختلفة من الطائرات الحربية، بما فى ذلك المقاتلات والقاذفات وحتى وحدات التجسس.
وسط هذه التوترات، تطالب روسيا بمطلبين أساسيين لضمان سلامة أراضيها واستقرارها وللتأكيد على حسن نوايا الدول الغربية، وهما؛ التعهد بعدم توسع حلف الناتو شرقا نحو روسيا على حساب الدول الأوروبية والتى كان بعضها جزءا من الاتحاد السوفييتى قديما، وأيضا عدم نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى فى أوروبا، بما يعكس نوايا عدائية مباشرة.