رسالة طفل سورى إلى مجلس الأمن

رسالة طفل سورى إلى مجلس الأمنحسين خيرى

الرأى27-1-2022 | 13:59

صورة طفل سوري يقرأ كتابا وهو جالس علي حافة حاوية قمامة فى لبنان تختزل معاناة ملايين من أطفال الصراع العربي، وتعبر عن مدي حرمان الطفل السوري من التعلم والقراءة، وتوضح الصورة كذلك عن حالة أستغراقه للقراءة بشغف وحب بعد عثوره علي الكتاب أثناء بحثه عن الخردة وسط القمامة.

ويصف المهندس اللبناني صاحب الصورة حالة الطفل أنه كمن عثر علي شىء ثمين، فبرغم ذهاب الطفل إلي المدرسة، ولكن ليس لديه الوقت الكافى للتعلم، بسبب توجهه إلي عمله فور إنتهاء يومه الدراسي، من أجل لقمة العيش ومساعدة والده المريض وأخواته، وتستضيف لبنان وحدها 660 ألف طفل سوري لاجئ، يذهب 30% منهم إلي المدرسة.
وفى صورة أخري تعتقل الشرطة الإسرائيلية طفلا فلسطينيا أثناء نومه وعمره لا يتجاوز الـ 9 سنوات فى النقب، ويداهم منزل الطفل 30 شرطيا إسرائيليا، لكي تبث الهلع فى نفوس أسرته والمحيطين بهم..
والسؤال أين ضمير المجتمع الدولي؟ أنه لا يمتلك النية الجادة لحل الصراع المسلح، حتي لو توافرت الرغبة الدولية فى وضع نهاية لهذا الصراع فى المنطقة العربية، فالدول الكبري لا تعرف معنى للرحمة ولا إحساسا بالعيب أوالخجل، ولن تكف عن ممارسة أطماعها فى المنطقة، ويصل عبث وسخرية الدول الخمس أعضاء مجلس الأمن أنهم يشرفون فى الوقت نفسه علي إدارة المنظمات الحقوقية الدولية، ويقرأون تقاريرها التي يشيب لها الولدان، وتكشف إحدي هذه المنظمات عن إعتقال إسرائيل لآلاف الأطفال الفلسطينيين، لكي تجبر المجتمع الفلسطيني على السكوت عن حقوقه.

ولا تحسبن أطفال العراق أصبحوا فى آمان عقب خروج الإحتلال الأمريكي، فقد ترك بجوار دمار المنشآت العراقية أطفالا وأسرا عراقية تأن من الإنهيار النفسي، ويحتاج أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي إلي مساعدات عاجلة، وســجلت الإحصائيـــات 15 ألف قضية عنف أسري، وتخرج مظاهرات لنساء عراقيات يطالبن السلطات بالتدخل لحل قضاياهن وحماية أطفالهن.

ومن جهة أخري ثلث البنات القاصرات فى اليمن يتزوجن بالإكراه، فالنزاعات المسلحة سرقت من أجيال قادمة طفولتهم، وأمام كل تلك المحن لا يهم أعضاء مجلس الأمن الدائمين تحول هؤلاء إلي مرضي نفسيين، أو يصبحون عالة علي مجتمعاتهم، أويخرج من بينهم أعداد لا بأس بهم تمارس الإرهاب.

ولعل أن تكون صورة الطفل السوري اللاجئ الجالس علي حاوية قمامة فى لبنان رسالة إلي ضمير قادة مجلس الأمن، تقول فيها: أرفعوا أيديكم عن مجرمي الحرب، حتي تحصدون أرباح السلام حصيلة خفض نسبة الخسائر الإقتصادية الناتجة عن مكافحتكم للإرهاب.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2