تشارك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعدد من ال مشروعات التي تستهدف سد الفجوة الرقمية بين الحضر والريف وتطوير البنية التحتية المعلوماتية والتمكين الاقتصادي الرقمي للمواطنين على النحو الذى يسهم في تطوير الريف المصري وخلق مجتمعات ذكية تفاعلية في القرى على النحو الذي يعزز الجهود المبذولة لبناء مصر الرقمية، وذلك ارتكازا على أربعة محاور أساسية هي: توفير البنية التحتية لخدمات الاتصالات الأرضية، وتقوية شبكات الهاتف المحمول، وإتاحة خدمات بريدية متطورة، وبناء القدرات ومحو الأمية الرقمية.
وذكرت الوزارة - في بيان على موقعها الإلكتروني - أنه فيما يتعلق بتنفيذ محور توفير البنية التحتية لخدمات الاتصالات الأرضية بقرى مبادرة "حياة كريمة" تعمل الشركة المصرية للاتصالات على إنشاء شبكات الاتصالات الأرضية بأحدث تقنيات الألياف الضوئية باستثمارات تصل إلى نحو 5.8 مليار جنيه، وذلك بهدف إتاحة خدمات النطاق العريض الثابت بمستويات جودة فائقة لكافة المؤسسات والجهات الحكومية لتمكينها من تقديم خدماتها بمختلف المجالات، مثل التعليم والصحة والتموين وغيرها.
كما تهدف إلى تمكين المواطنين من النفاذ إلى الإنترنت، مما يُسهم في رفع جودة الحياة وتيسير حصولهم على خدمات مصر الرقمية، والتي من بينها خدمات الشهر العقاري والسجل التجاري والتوثيق والتموين وتراخيص المركبات وتراخيص القيادة والمحاكم والضرائب العقارية، بالإضافة إلى تأهيل المدارس وتسهيل أعمال منظومة الامتحانات الرقمية والتعليم عن بُعد والعديد من الخدمات الأخرى.
ويُستهدَف إنشاء حوالى 659409 نقطة ألياف ضوئية، ويُقصد بها الوحدة التي يتم تركيبها لتوزيع كابل الألياف الضوئية وتوصيله بكابل العميل، وتخدم الوحدة مبنيين أو ثلاثة، ومن المستهدف توصيل الألياف الضوئية لحوالي 1051250 مبنى سكني وحكومي.. وتجرى أعمال التنفيذ في 33 قرية، كما تم الانتهاء من كافة أعمال توصيل شبكات الألياف ضوئية في 6 قرى، وبلغت نسبة الإنجاز في هذا المحور حتى نهاية شهر ديسمبر 4.45%.
وأوضح البيان أن المحور الثاني يستهدف تقوية شبكات الهاتف المحمول، ويتم تنفيذه من خلال التعاون بين الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ومشغلي شبكات الهاتف المحمول بهدف إتاحة خدمات الاتصالات المحمولة بمستوى جودة قياسي من خلال إنشاء محطات تغطية جديدة تدعم تكنولوجيا الجيل الرابع وتستوعب التطور المستقبلي والطلب المتنامي على خدمات الاتصالات المحمولة من حيث خدمات الصوت والبيانات. ومن المستهدف إنشاء 1000 محطة محمول جديدة بجانب المحطات القائمة داخل القرى، وسيتكفل صندوق الخدمة الشاملة التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بإنشاء 500 محطة منهم.
ومنذ انطلاق المرحلة الأولى، تم الانتهاء من مراحل التخطيط للمحطات، كما تم إنشاء 7 محطات في 5 قرى وتشغيلها في نهاية شهر ديسمبر الماضي، حيث بلغت نسبة الإنجاز في ذلك الوقت 26.04%.. ومن المخطط الانتهاء من بناء باقي المحطات بنهاية النصف الأول من العام الجاري.
ويتضمن المحور الثالث العمل من أجل إتاحة خدمات بريدية متطورة في إطار خطة الدولة للشمول المالي، وما يتبعه من تحول رقمي يضمن إتاحة تقديم جميع الخدمات بصورة إلكترونية باستخدام وسائل متعددة.
وتتولى الهيئة القومية للبريد المصري بتنفيذ خطة طموحة لتطوير جميع مكاتب الخدمات البريدية من حيث البنية الأساسية وتجهيزها لتهيئة بيئة عمل مناسبة للعاملين وأماكن تليق بالعملاء، حيث من المخطط تطوير 839 منفذا بريديا خلال المرحلة الأولى من المبادرة.
كما تقوم الهيئة بتزويد المكاتب بماكينات الصراف الآلي بالتنسيق مع البنك المركزي، بجانب تقديم كافة الخدمات البريدية والمالية والحكومية وخدمات مصر الرقمية، وتسعى لإنشاء منفذ بريدي بكل مُجمّع من مجمعات الخدمات الحكومية المقرر إنشاؤها بالقرى، والبالغ عددها 333 مُجمّع، على أن يتم تحديد الخدمات المتاحة بكل منفذ بناءً على احتياجات كل قرية.
وتنفذ الهيئة هذا المحور من خلال عدة مهام تشمل: تطوير مراكز بيانات الهيئة عن طريق تحديث جميع أجهزة المراكز لتقديم خدمات عالية الجودة، وربط مراكز البيانات لضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطن، وتطوير منظومة التشغيل من خلال بناء مركز متطور لتلقي الشكاوى التي قد تواجه العاملين في الأنظمة والتطبيقات، وتطوير الشبكة الأساسية للبريد ورفع سعات الربط للتسهيل على المواطن، وإنشاء مركز تشغيل شبكات للتحكم والمراقبة عن كثب لإصلاح الأعطال سريعًا وتفادى حدوثها، وتفعيل قنوات جديدة تعمل على مدار الساعة، مثل الخدمات الصوتية التفاعلية والرسائل النصية وتطبيقات المحمول والمحافظ الإلكترونية، فضلًا عن تقديم خدمات حديثة تتماشى مع توجه الدولة نحو الشمول المالي.
وانتهت الهيئة من تطوير 638 مكتبا بريديا، كما يجرى تطوير 19 آخرين بقرى المرحلة الأولى من المبادرة، ودراسة تطوير 182 مكتبا ليتم الانتهاء من تطوير إجمالي المكاتب المستهدفة خلال النصف الثاني من عام 2022، وحيث بلغت نسبة الإنجاز في هذا المحور 77.29%.
وأضاف البيان أن المحور الرابع يهدف إلى بناء القدرات ومحو الأمية الرقمية للمواطنين بقرى مبادرة "حياة كريمة"، فيما يقوم قطاع التطوير المؤسسي ب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى خلق مجتمع رقمي تفاعلي والتمكين الاقتصادي الرقمي للمواطنين بقرى المبادرة.
وفى هذا السياق، تم عقد 392 ندوة تثقيفية حتى الآن لبناء القدرات ومحو الأمية الرقمية للمواطنين من مختلف الفئات المجتمعية في 345 قرية بنسبة إنجاز بلغت 24.2%، كما وصل عدد المستفيدين من الندوات 10650 مواطن خلال عام 2021، بينما يجرى حاليًا تنظيم مزيد من الندوات واللقاءات بهدف تدريب إجمالي عدد 210 آلاف مواطن قبل النصف الثاني من عام 2022.
جدير بالذكر أن مبادرة "حياة كريمة" تستهدف أكثر من نصف سكان مصر في مشروع قومي واحد لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا.. وتتكاتف جهود أكثر من ٢٠ وزارة وهيئة و٢٣ منظمة مجتمع مدني لتنفيذ المبادرة من خلال تقديم حزمة متكاملة من الخدمات التي تشمل جوانب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية.
ومن أهم أهداف المبادرة إنشاء شبكات بنية تحتية لتوفير الخدمات الأساسية من صرف ومياه وغاز وكهرباء واتصالات، بجانب تقديم مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والتنموية المجتمعية التي من شأنها تحسين ظروف المعيشة للأسر الريفية.
وتُنفذ المبادرة على 3 مراحل، ويستغرق تنفيذ كل منها عام واحد، حيث تستهدف المرحلة الأولى التي انطلقت في الأول من يوليو 2021 تطوير 1436 قرية في 52 مركزا في 20 محافظة، وهي القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما فوق، فيما تستهدف المرحلة الثانية القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، بينما ستتضمن المرحلة الثالثة تطوير القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%.