أكدت صحيفة (الأهرام) أن إفريقيا تحظى بمكانة محورية في السياسة الخارجية المصرية، خاصة في السنوات الأخيرة، وهذا يعود إلى العلاقة العضوية التي تربط مصر بدول القارة، وكذلك المصير الواحد والتحديات المشتركة، وانعكس الاهتمام المصري ب إفريقيا على مستويات ومسارات عديدة، أولها تعزيز العلاقات الثنائية المصرية مع دول القارة، خاصة على المستويات الاقتصادية والتجارية والأمنية والسياسية.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الاثنين/ تحت عنوان (مصر الداعمة لإفريقيا)- أنه وفي هذا السياق، شكلت زيارة الرئيس السنغالي ماكي سال لمصر أهمية كبيرة في ضوء العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والمصالح المشتركة بينهما، حيث ساهمت الزيارة في دفع وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة وتعزيز التعاون على جميع المستويات بينهما، حيث أكد الرئيس السيسي للرئيس ماكي دعم مصر الكامل للسنغال خاصة مع توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي، وكذلك تسخير الإمكانات والخبرات المصرية في تعزيز التنمية والتطور في السنغال خاصة بعد تدشين مجلس رجال الأعمال المصري السنغالي الذي سوف يساهم في تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إضافة إلى تكثيف التعاون في نقل الخبرات المصرية لبناء كوادر وطنية بالسنغال.
وأضافت الصحيفة أن المسار الثاني هو انحياز مصر ودعمها القضايا الإفريقية خاصة التحديات التي تواجه القارة وعلى رأسها الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، حيث ساهمت مصر بتجربتها الفريدة في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في دعم أمن دول القارة الإفريقية ومواجهة هذا الخطر الذي يهدد الكثير من الدول الإفريقية من خلال المواجهة الشاملة، التنموية والأمنية والاقتصادية والفكرية والأيديولوجية.
وتابعت الصحيفة أن مصر دعمت دول القارة كذلك في وقف الصراعات والحروب الأهلية عبر مبادرة إسكات البنادق التي قدمتها مصر في السابق، إضافة إلى مواجهة تحدي الهجرة غير الشرعية وتحدي مواجهة الفقر والبطالة من خلال تعزيز التنمية في القارة وحشد الدعم الدولي في هذا الاتجاه، وتحويل القارة من مصدر الصراعات والعنف و الهجرة غير الشرعية إلى منطقة تنمية وازدهار وجاذبة للاستثمارات العالمية، وكذلك دفاع مصر عن قضايا وهموم القارة الإفريقية في المحافل الدولية، خاصة في مواجهة التغيرات المناخية ومطالبة الدول الكبرى والغنية بتحمل مسئولياتها عن التغير المناخي، ومساعدة الدول الإفريقية في مواجهة سلبيات وآثار التغير المناخي خاصة مع استضافة مصر مؤتمر المناخ في شرم الشيخ هذا العام.
واعتبرت الصحيفة أن زيارة الرئيس ماكي سال تعكس خصوصية العلاقات المصرية السنغالية، وتؤكد أن مصر هي السند والداعم لإفريقيا.