وداعا محبوب الإسكندرية

وداعا محبوب الإسكندريةسلوى محمود

الرأى1-2-2022 | 13:57

حالة من الحزن انتابت المجتمع السكندرى بجميع فئاته وطوائفه بعد سماع خبر وفاة اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية السابق.

الراحل الذى أطلق عليه السكندريون لقب المحبوب كان بالفعل نموذجا استثنائيا فى الإدارة المحلية وفى الانجازات المحلية والأمنية والاجتماعية والتنموية ،حينما تولى منصب محافظ الإسكندرية عام ١٩٩٧ كان قبلها محافظا للإسماعيلية وقبلها نائبا لرئيس هيئة الأمن القومى ،حينما وصل الإسكندرية كان وصوله بداية لعهد من أكثرالعهود التى ازدهرت فيها الإسكندرية ،الشهرالأول له بالاسكندريه قضاه فى جولات بجميع احياء الاسكندرية من أقصى الشرق لأقصى الغرب ، كان يستقل أتوبيس المحافظة ومعه جميع المسئولين التنفيذيين بالمحافظة ومعه أيضا الإعلاميين ،ورأينا فى الجولات اماكن لم نسمع بها ولم نرها من قبل ،استمع خلال الجولات إلى أهالى المدينة ورأى مشاكلهم وكانت القرارات تتخذ فى نفس اللحظة لحل المشاكل ،لا انسى فى جولة من الجولات كنت معه وطلبت منه أن يرى منطقة الكرانتينا ومنطقة مأوى الصيادين وكانت الكارانتينا منطقة شديدة العشوائية عبارة عن عشش من الصفيح تلتصق ببعضها ويعيش فيها الأهالى فى حياة من اسوأ مايمكن بالإضافة لانتشار كل أشكال الجرائم بها من بلطجة لسرقة لجرائم أخرى أكثر سوءا، وبالفعل حينما دخل إلى الكارانتينا صدم من المشهد وسأل سكانها لواعطيتكم شقق سكنية تتركوا المنطقة قالوا ياريت وبالفعل بعد عشرة أشهر كانت البلدوزرات تزيل المنطقة من على وجه الأرض بعد أن تم حصر سكانها ونقلهم إلى مساكن الناصرية التى كانت قد بنيت قبل هذا الوقت بعشرة سنوات ولم يتم إدخال مرافق لها وتركت مغلقة،تم ترميم المساكن وإدخال كافة المرافق لها وتم نقل سكان الكارانتينا إليها وتحولت الكارانتينا إلى مجمع مدارس ، أما منطقة مأوى الصيادين فحينما دخلها شكى له السكان من عدم وجود صرف صحى وارتفاع ثمن عداد المياه وعدم رصف الشوارع فأصدراوامرفورية للمسئولين بعمل مشروع صرف صحى عاجل ورصف عاجل بعدها وتقسيط ثمن عدادات المياه وتم التنفيذ .

المحجوب رحمه الله هو من قام بتنفيذ،توسعات وتطوير كورنيش الإسكندرية بشكل غير مسبوق ،هو الذى حول ميدان محطة مصر إلى صورة حديثة متطورة بعد أن كان قد تحول إلى خرابة ،هو الذى نفذ كوبرى صينية محرم بك الذى سهل الدخول الى وسط الاسكندرية للقادم من الطريق الزراعى والطريق الصحراوى بعد أن كان الدخول الى الاسكندرية من هذه الطرق يستغرق حوالى ساعة ،المحجوب هو الذى أزال ٢٢منطقة عشوائية وحولها إلى مدارس أو حدائق ونقل سكانها إلى مساكن آدمية بعد العشش الصفيح ،قبل المحجوب كان القادم للإسكندرية عن طريق القطار يفاجىء على جانب القطاربتل من القمامة وفوقه عشش صفيح ،عندما اتى المحجوب اختفت هذه الصورة المسيئة لكل مسئولى الاسكندرية، هذا غير مشروعات الصرف والبنية التحتية والكثيروالكثير من المشروعات التنموية قام بتنفيذها الراحل وحولت الاسكندرية إلى مظهر وجوهرغاية فى الروعة .

الراحل الكريم كان يخرج بسيارته ليلا دون سائق ودون حراسة ليرى مشاكل الناس على حقيقتها ،وكان مكتبه مفتوحا لكل الناس ولم يكن يرد محتاج ،المحجوب كان يقول لنا انا لا أغضب من اى نقد أو مشاكل تنشر فى الصحف لأنكم عيونى التى ارى بها ،وكان بالفعل يستمع جيدا لكل المشاكل وكانت قرارات الحل فورية .

لا أنسى حينما تولى المحجوب منصب محافظ الإسكندرية كان أول لقاء له بالاعلام فى مكتب مجلة اكتوبر بالإسكندرية حينما لبى دعوة أستاذى الراحل الاستاذ محمد الكيلانى مدير مكتب مجلة اكتوبر بالاسكندرية وقتها والتقى بنا وبصحفييى واعلاميى الاسكندرية واستمع لنا باهتمام شديد حينما تحدثنا معه عن المشاكل التى تعانى منها الاسكندرية وأهلها .

المحجوب صاحب التاريخ العريق والذى كان ضابط الحالة الذى تولى البطل احمد الهوان أو جمعة الشوان كما اشتهر ،وهو نفسه الذى قام بتهريب الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات حينما تم اختطافه وحجزة بجنوب لبنان وكان المنقذ هو المحجوب رحمه الله ،ورغم كل ذلك كان الراحل شخصية بسيطة جدا متواضع جدا وزاهد جدا ،وحينما تولى منصب وزير التنمية المحلية كان الحزن عميقا لدى أهل الاسكندرية لأنه سيترك المدينة لأن الإسكندرية لم تشهد لا قبله ولابعده محافظا مثل المحبوب فهو بالفعل كان حالة استثنائية .
رحم الله المحجوب وغفر له وأسكنه الفردوس الاعلى من الجنة .

أضف تعليق