قال محمد فضل، لاعب النادي الأهلي و منتخب مصر السابق، اليوم الثلاثاء، إن الاستثمار الرياضي لتحقيق رؤية 2030 يفرض توسيع مفهوم الاستثمار ليشمل قطاعات التسويق والعناصر البشرية التنظيمية المؤهلة ولايقتصر على الجانب البدني.
وأوضح فضل ، خلال مشاركته في ندوة "الاستثمار الرياضي ومستقبل مصر 2030" ضمن برنامج الندوات النوعية من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الــ 53، أن الاستثمار الرياضي مفهوم مطاط يجب تحديده من أجل تحقيق أكبر الاستفادة من هذا القطاع المهم والذي يحظى باهتمام شعبي.
وتساءل فضل :هل يجب أن نقلد دولا في عالم الاستثمار الرياضي أم نبتدع طريقا خاصا بمكانة دولتنا وتاريخنا الرياضي؟.
وأوضح أن الاستثمار الرياضي لا يختلف عن الاستثمار الصناعي بمفهومه العام، مشددا على ضرورة استغلال الطاقة البشرية المصرية وهي فرصة ذهبية لاستغلالها كالهند والصين، مشيرا إلى أن الاستثمار في النشىء ضرورة للوصول إلى نموذج مثل اللاعب محمد صلاح، وأن تطوير اللاعبين لا يقتصر على الجانب البدني ولكن أساسه في الجانب الذهني والعقلي.
وأكد أن أساس الاستثمار الرياضي في كرة القدم هو انتقال اللاعبيين والبنية التحتية الرياضية، وهو ما تتم ملاحظته عند عقد المقارنة مع تنظيم البطولة الإفريقية في عدد من الدول الأخرى وكيف تكون البنية التحتية أساس النجاح.
وأشار إلى أن مصر تضع في أولوياتها تحقيق رؤية 2030 وتنظيم كأس العالم، ما يحتم عليها تجهيز مؤهلات بشرية مؤهلة من أجل التنظيم، والتركيز على الجانب التسويقي والخدمي.
وألمح إلى أن كرة القدم في إسبانيا تستثمر نحو 16 مليار يورو سنويا وتضخ في تطوير باقي الرياضات، وهو مثال من المهم النظر له بعين الاعتبار، موضحا أنه يمكن الاستفادة من تحصيل العوائد الاقتصادية من الرعاة التي قد تصل إلى أضعاف ما تحققه بطولات مثل كأس الأمم الإفريقية.
وأكد أن الرؤية هي أساس نجاح المؤسسات الرياضية وخاصة النوادي الجماهيرية، مشيرا إلى أن النادي الأهلي يحقق استقراره المادي عن طريق الموازنة بين الموارد المادية والمصروفات بما لا يقتصر على بطولات كرة القدم فقط.
ودعا إلى تطوير قانون الرياضة من أجل تعديل مادة المنشأة الرياضية بأنها غير هادفة للربح من أجل خلق مناخ جيد للمنافسة والاستثمار، وكذلك الفصل ما بين الأنشطة الرياضية والاجتماعية.
وبدوره قال محمد غرابة، عضو مجلس إدارة نادي إنبي، إن الاستثمار الرياضي لا يقل أهمية عن الاستثمار في قطاعات الزراعة والصناعة.
ولفت إلى أن الاستثمار الرياضي في الصين يمثل 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد عن 2 في المئة، مشددا على ضرورة استلهام هذه التجارب الناجحة والاستفادة من موارد الدولة البشرية.
وأشار إلى أن نادي إنبي يسعى إلى تطوير الاستثمار الرياضي عن طريق التكثيف النشاط في مجال الناشئين والبراعم، لافتا إلى أنه رافد أساسي لتطوير مجال كرة القدم.
وشدد على ضرورة التركيز على كيفية تزويد مداخيل الرياضة وخاصة كرة القدم المالية في الاقتصاد المصري، ما يساعد على تحقيق إضافة للناتج المحلي الإجمالي.
ودعا إلى تضافر كافة الجهود التعليمية والإعلامية لتحقيق الوعي الرياضي ليس فقط الممارسة، بما يشمل مجالات الطب والتسويق والدعاية الرياضية.
وألمح إلى أن هناك تحديثا ملحوظا في المنظومة الرياضية المصرية يمكن أن يساعد في تحقيق الهدف المرجو لخطة 2030.
وانطلقت الدورة الـ53، من معرض القاهرة الدولي للكتاب يوم 26 يناير الماضي وتستمر حتى 7 فبراير الجاري، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
وتحتفي الدورة الحالية بيحيى حقي وعبد التواب يوسف كشخصيتي المعرض، وتأتي تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".