ذكرت الاستخبارات الأمريكية، اليوم الخميس، أن موجات كهرومغناطيسية قد تكون سبب ”متلازمة هافانا“ الغامضة التي أصابت دبلوماسيين وجنودا أمريكيين في العالم، ما يدعم فرضية حصول هجمات متعمدة.
وقالت مجموعة من الخبراء استشارتهم أجهزة الاستخبارات إن موجات كهرومغناطيسية وأخرى فوق صوتية منبعثة من مسافة قصيرة قد تكون تسببت في بعض ”الحوادث الصحية غير الطبيعية“، كما تسمى في المصطلحات الإدارية.
وأوضح الخبراء حسب مقاطع من تقريرهم نشرته إدارة الاستخبارات الأمريكية أن التكنولوجيا الكفيلة بالتسبب بنوع الأعراض التي لوحظت (صداع وغثيان ودوار وحتى أضرار عصبية) متوافرة.
ومن بين مئات الحالات التي تم فحصها ”لا يمكن تفسير الحوادث الصحية غير الطبيعية بظروف بيئية أو طبية، وقد تكون ناجمة عن محفزات خارجية“، كما جاء في التقرير.
وقال الخبراء إنه من الممكن تصميم أجهزة يسهل إخفاؤها ويمكنها إرسال موجات كهرومغناطيسية أو موجات فوق صوتية نحو شخص ما، غير أنهم لم يحددوا ما إذا كانت هذه الأجهزة موجودة بالفعل ولم يخلصوا إلى أن مثل هذه الهجمات قد نفذت بالفعل.
لكن تقريرهم يتناقض مع نتائج نشرت قبل فترة قصيرة عن عدم وجود دليل على ضلوع قوة أجنبية في هذه الأعراض الغامضة.
وكان مسؤول في الحكومة الأمريكية، طلب عدم كشف هويته، ذكر الشهر الماضي أنه ”من غير المرجح أن تشن أي جهة أجنبية بما في ذلك روسيا حملة عالمية طويلة الأمد لإلحاق الضرر بأفراد (السفارات الأمريكية) بسلاح ما أو آلية ما“.
وأوضح المسؤول أن غالبية الحالات تفسر بحالات طبية بما في ذلك أمراض غير مشخصة أو عوامل بيئية وفنية، لكن بقي نحو عشرين حالة دون تفسير.
ورفض الخبراء، الذين نشِر تقريرهم أمس الأربعاء، نظريات عدة مثل استخدام إشعاع مؤين يمكن أن ينتج عن عناصر مشعة أو كيميائية أو بيولوجية أو أسلحة صوتية أو حرارة ناجمة عن الطاقة الكهرومغناطيسية.
وأكدوا أن كل هذه النظريات ”غير منطقية“.
وظهرت هذه الأعراض على دبلوماسيين أمريكيين وكنديين معتمدين في كوبا للمرة الأولى عام 2016، لذلك سميت ”متلازمة هافانا“، ثم تم الإبلاغ عن هذه ”الحوادث الصحية غير الطبيعية“ في أماكن أخرى من العالم (الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا) وحتى في واشنطن.
وفي أغسطس 2021 تم تأخير زيارة لنائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ثلاث ساعات إلى هانوي، بعد إنذار في هذا الشأن في العاصمة الفيتنامية.