بغض النظر عن الجدل الثائر الآن حول الصحافة القومية و المؤسسات الصحفية التابعة للدولة، أحب أن أذكر البعض والذى تناسى أن الصحف القومية المصرية هى الجذور التى نبتت منها كل مخرجات الإعلام المصرى ولا أبالغ إن قلت و الإعلام العربى كله فلا مجال للكلام حول صروح شامخة لا زالت قادرة على العطاء رغم كل ما يحيط بها من عراقيل وصلت إلى حد التأمر الواضح لهدم صروح التنوير المصرية والعربية بحجج واهية كلها تصب فى مجرى واحد وهو أن الشباب لا يقرأ ولم يعد يشترى جرائد وأن الإعلام الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى هى أهم عند الشباب!! نعم قد يكون ذلك صحيحا لكن الصحف الورقية لا ذنب لها ولا جريرة فى ذلك وسأثبت ذلك عمليا ببساطة شديدة أن بعض المقالات والموضوعات التى تنشر فى الصحف الورقية ويعاد نشرها على المواقع الإلكترونية مثل فيس بوك يتم تداولها وقراءتها والتفاعل معها بين رواد المواقع وخاصة الفيس بوك ويتم التعليق عليها وهذا يفترض أنه قمة التفاعل بين الصحيفة والقارئ وقد أحصينا آلاف بل عشرات الآلاف من رواد الفيس بوك وهم يتفاعلون مع مقالات وموضوعات نشرت فى الصحف الورقية وأعيد نشرها على تلك المواقع.. وهذا إثبات لا يقبل الشك أن المادة الصحفية فى الصحف الورقية لا زالت تجذب وبشدة قراء من مختلف الأعمار بل أغلبهم من الشباب وخاصة الذين يتفاعلون بالتعليقات والنقاش حول مضمون ما يكتب من موضوعات ومقالات وآراء.
إننى من هذا المنبر العظيم وهى مجلة أكتوبر العريقة ذات التاريخ الحافل بالأمجاد الصحفية والتى كتب على صفحاتها كل عمالقة الفكر والأدب والسياسة فى مصر والوطن العربي، وأستطيع أن أقول إن مجلة اكتوبر كمثال لصرح صحفى قومى عظيم قد أصبحت تمثل مرجعية هامة لتاريخ الأدب والسياسة والفكر عبر أكثر من ٤٠ عاما من العطاء الفكرى والأدبى والسياسى المتميز.
فهل يمكن أن تهدم أهرامنا الفكرية والثقافية هكذا؟! بدعاوى واهية وسطحية؟
إننى أصرخ بكل ما أوتيت من قوة أن إنقاذ وتطوير المؤسسات الصحفية القومية هو أمن قومى بالدرجة الأولى ولا يمكن التفريط فيها أو محاولة إضعافها وتقزيمها.. وستظل صحفنا القومية فى صدارة إعلام الدولة الرشيد وستبقى هى المرجعية الأساسية والتى يقاس عليها كل مكونات الإعلام فى الدولة.