«ذي إيكونوميست»: ماكرون في طريقه للفوز مجددا بالرئاسة الفرنسية

«ذي إيكونوميست»: ماكرون في طريقه للفوز مجددا بالرئاسة الفرنسية ذي إيكونوميست : ماكرون في طريقه للفوز مجددا بالرئاسة الفرنسية

عرب وعالم5-2-2022 | 12:37

على الرغم من أن الفرنسيين لم يعيدوا انتخاب أي رئيس لهم لولاية ثانية منذ عشرين عاما، إلا أن فرص الرئيس الحالي "إيمانويل ماكرون" في كسر هذه القاعدة والبقاء في قصر الإليزيه لولاية جديدة كبيرة للغاية.

وذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أنه في أبريل المقبل، وبعد خمس سنوات من وصول إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة في محاولته الأولى للفوز بالمنصب، سيقرر الناخبون ما إذا كانوا سيبقونه في منصبه لولاية ثانية أم لا.

وأشارت المجلة البريطانية إلى أنه وفقا للنموذج الانتخابي، الذي أعدته بنفسها ويعتمد في نتائجه على احتمالات مرتبطة باستطلاعات الرأي والتجارب الانتخابية السابقة، فإن فرص ماكرون في نيل ثقة الناخبين كبيرة للغاية، حيث تصل نسبة احتفاظه بالمنصب إلى 79%، وهو ما يؤشر إلى أن الرجل البالغ من العمر 44 عاما سوف يكسر، حال فوزه، قاعدة أخرى من قواعد السياسة الفرنسية في الفترة الأخيرة.

ويشير النموذج الانتخابي الخاص بالمجلة إلى أن أخطر منافسي ماكرون هي مرشحة الجمهوريين من يمين الوسط "فاليري بيكريس"، وإن كانت فرصها في أن تصبح أول رئيسة لفرنسا -وفقا لآخر تحديث للنموذج- واحد فقط من بين كل تسعة، فيما يعطي النموذج للقومية مارين لوبان احتمالات أسوأ، وهي واحد فقط من بين كل 12 ناخبا، والتي تسبب دخول اليميني المتطرف "إريك زيمور" دائرة المرشحين المحتملين في تقليص فرصها والتأثير سلبيا عليها.

ويقضي النموذج الانتخابي الرئاسي الفرنسي أن يستوفي المرشح شروط عديدة، من بينها جمع ما لايقل عن 500 توقيع من الأشخاص المخول لهم (أي رؤساء البلديات والنواب إلخ..)، ثم خوض الجولة الأولى من الانتخابات (مقررة في 10 أبريل المقبل) والتي يشترط للفوز بالمنصب فيها الحصول على أكثر من 50% من الأصوات أو دخول أعلى اثنين بين المرشحين جولة ثانية (مقررة في 24 أبريل المقبل) يفوز فيها بالمنصب المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات.

وتجدر الإشارة إلى أن النموذج الانتخابي الذي أعدته "ذي إيكونوميست" يقوم بنحو 10 ملايين محاكاة في اليوم الواحد، يقوم خلالها بتقدير احتمالية وفرص وصول كل مرشح إلى الجولة الثانية، ومن ثم الفوز بالمنصب.

ويعطي نموذج الإيكونوميست للرئيس الحالي ماكرون فرصا أكبر للفوز، رغم أنه ما يزال - وفقا للمجلة - شخصية مثيرة للانقسام بين اليسار واليمين على حد سواء.

ففي يناير الماضي، كانت نسبة تأييد ماكرون 38% فقط، وفقًا لمنظمة "Kantar" لاستطلاعات الرأي، وهذه النسبة هي الأفضل في هذه المرحلة من رئاسته مقارنة بأي من سلفيه المباشرين، فرانسوا أولاند (19%) و نيكولا ساركوزي (29%)، لكنها أقل من تلك الخاصة بالرئيسين الوحيدين اللذين أعيد انتخابهما منذ شارل ديجول، فرانسوا ميتران في عام 1988 وجاك شيراك في عام 2002، وقد ساعد كل منهما في الترشح لإعادة الانتخاب "التعايش" مع حكومة من المعارضة ساهمت في تحويل المسؤولية أمام الناخبين من الرئيس إلى الحكومة، وهي الميزة التي لا يتمتع بها ماكرون حاليا.

وتأتي احتمالات ماكرون الإيجابية انطلاقا من تقدمه الثابت والمهم في استطلاعات الرأي في الجولة الأولى، إلى جانب فرصه العالية للغاية في الفوز على كل من لوبان أو زيمور في جولة الإعادة.

ففي ظل النظام الفرنسي، يمكن أن يتحقق الانتصار في جولة الإعادة فقط بغض النظر عن النسبة التي حصل عليها المرشح الثاني الأعلى تصويتا بين باقي المرشحين في الجولة الأولى، على سبيل المثال، في عام 2017، حصل ماكرون على 24% فقط من الأصوات في الجولة الأولى، لكنه فاز بنسبة 66% في الجولة الثانية.

من الناحية السياسية، تبدو قاعدة ماكرون الانتخابية راسخة على نطاق واسع، فنتيجته البالغة 24% في الجولة الأولى عام 2017 تتطابق تقريبا مع أدائه في استطلاعات الرأي اليوم، وأولئك الذين يقولون إنهم سيصوتون له في أبريل هم أكثر ثقة في اختيارهم من أولئك الذين يدعمون مرشحة الجمهوريين من يمين الوسط "فاليري بيكريس"، كما أن حزب ماكرون نجح في شغل مساحة سياسية واسعة، فضلا عن أن الحزب الاشتراكي، الذي خرج من بين أعصائه رؤساء سابقين هو نسخة ضعيفة في الوقت الراهن.

وعلاوة على ذلك، أثبتت إدارة ماكرون للاقتصاد وجائحة "كوفيد-19" أنها قوية بشكل معقول، ففي عام 2021، انتعش الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي بمعدل 7%، وهو أسرع نمو له منذ 52 عاما، وتمت حماية الوظائف والشركات في الغالب من عمليات التسريح والإغلاق من خلال الدعم الحكومي السخي، ووصل معدل التوظيف لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاما إلى مستوى قياسي، ويبدو أن الموجة الأخيرة من عدوى فيروس كورونا بلغت ذروتها، ومعدل التطعيم في فرنسا للجرعات الأولى أعلى منه في بريطانيا وألمانيا، وعدد الوفيات ذات الصلة فيها أقل.

ورغم ما سبق، فإن الاحتمالات المواتية ل ماكرون لا تعني أنه سيفوز حتما، فإذا كان سيواجه لوبان أو زمور، فإن استطلاعات الرأي تقول إنه سيتغلب على كل منهما بهامش جيد، ولكن إذا كان خصمه الجمهورية بيكريس، فسيكون السباق صعبا، ويمكن أن يضيق بسهولة أكثر.

ويعطي نموذج "ذي إيكونوميست" الانتخابي لمرشحة الجمهوريين (بيكريس) التي تصف نفسها بأنها (خليط بين المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا الأسبق مارجريت تاتشر) فرصة جيدة للغاية للوصول إلى جولة الإعادة، فيما تشير شركة "إبسوس" للابحاث إلى أن 50% ممن يدعمون ماكرون يقولون إن بيكريس ستكون خيارهم الثاني.

ويجب التنبه جيدا إلى إمكانية أن تنحرف الحملات الانتخابية الفرنسية بطرق غير متوقعة، فقبل ثلاثة أشهر من الجولة الأولى في انتخابات عام 2017، أشار استطلاع واحد فقط إلى أن الفائز النهائي ماكرون، سيصل إلى جولة الإعادة، لذا، فاحتمال أن يفشل اليميني المتطرف "إريك زيمور" في تأمين التوقيعات الـ 500 المطلوبة للترشح معناه أن فرص القومية مارين لوبان سترتفع بشكل كبير وستشكل حينها خطرا كبيرا على فرص ماكرون.

بلا شك، ربما تشهد الأسابيع القادمة التي تسبق الجولة الأولى من التصويت الكثير من الأحداث، ولكن في هذه المرحلة، يبدو الرئيس الحالي (ماكرون) في وضع جيد للاحتفاظ بمنصبه.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2