حالة من الحزن سيطرت على ملايين البشر حول العالم خلال الساعات الماضية، إثر وفاة الطفل المغربي ريان، بعدما تعلقت قلوبهم بالسماء للدعاء له بالخروج سالما من ظلام البئر إلى نور الحياة مجددا، الذي ظل عالقا في بئر عمقه 62 مترا في إقليم شفشاون بالمغرب، في منطقة نائية من الخدمات، لمدة خمسة أيام، رغم الجهود المضنية لفرق الإنقاذ.
وحادثة "الطفل ريان" تكشف تميز مصر عن باقي دول العالم، التي تمثلت فى المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح "حياة كريمة" للاهتمام بالمناطق النائية، والمهمشة من الخدمات.
فما أنجزته مبادرة "حياة كريمة" في مصر والمناطق النائية والمهمشة هو معجزة اقتصادية دون مبالغة، ونموذجا حيا يمكن للدول النامية استلهام دروسه ونجاحاته للفكاك من أسر التخلف التنموى.
وتعد مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس السيسى، أهم مشروع تنموى فى مصر بل في العالم برمته، حيث يركز بالأساس علي الاهتمام بالمناطق النائية، وتوفير كافة الخدمات لها، كما يساهم فى تغيير حياة ما يقارب 60 مليون مواطن فى كل ربوع مصر، من خلال توفير حياة كريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك بشهادة المؤسسات الدولية وكبار خبراء التنمية فى العالم.
وقال محمد مرعي، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه في الحقب الماضية كانت التطلعات والآمال لملايين المصريين أن يجدوا بلدهم ينهض ويتخلص من مرض الفقر والجهل، وأن ينعموا بالرخاء الحقيقي وليس المزيف المبني على دعاية كاذبة، وأن يجدوا إدارة حاكمة تنظر لمصر في مشروعات النهوض والتنمية المستدامة بشكل عادل، وتضع قرى ونجوع مصر في ذيل اهتماماتها.
وتابع "مرعي" أن أقصى أحلام المصريين في القرى والنجوع كانت بسيطة وإنسانية إلى أقصى درجة، مثل رصف طريق يربط بين القرية والمركز التابعة له، بناء وتطوير وحدة صحية أو مستشفى، الحصول على موافقة هيئة الأبنية التعليمية لبناء مدرسة، أو مطالبة عضو مجلس نواب بالتدخل لوضع القرية على قائمة الأولوية لمشروعات الصرف الصحي والمياه، أو إنشاء وحدة محلية ومكتب بريد وتطوير مركز شباب، أو توفير فرصة عمل حكومي، أو في القطاع الخاص لشباب القرى خريجي الجامعات والمعاهد والدبلومات.
وواصل: لم يكن في مخيلة المصريين في القرى أن الدولة يمكن أن تهتم بهم، ولكن أحلامهم البسيطة أصبحت واقعا مع مبادرة «حياة كريمة» التي ستحقق لهم أكثر مما كانوا يحلمون به، وستغير حياتهم في صورة تقلل من بحثهم عن خيارات أفضل للحياة عبر الهجرة غير الشرعية أو السفر للمدن الكبرى لإيجاد فرص عمل وجودة حياة ومعيشة تضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة والاستقرار الاجتماعي .
وأشار إلى أن مبادرة "حياه كريمة" في حد ذاتها هي الأعظم على الإطلاق في تاريخ مصر الحديث، والأكثر إنسانية، حيث تستهدف تغيير حياة حوالي 60% من الشعب المصري، بما يعادل 58 مليون نسمة في القرى والنجوع والمناطق العشوائية في المراكز والحضر؛ للارتقاء بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وإحداث تغيير إيجابي في مستوى معيشتهم، وخلق واقع جديد من التنمية الشاملة المستدامة، بما يبنى لهذه التجمعات الريفية المحلية من خلال تحسين جودة التعليم والصحة والزراعة والاتصالات والبنية التحتية.