«الأزمة الأوكرانية».. الكيان الصهيوني يقف حائراً بين أوكرانيا وروسيا

«الأزمة الأوكرانية».. الكيان الصهيوني يقف حائراً بين أوكرانيا وروسيااسرائيل

توصيات داخل دولة الإحتلال تحذر من التدخل في الأزمة الأوكرانية

هناك75000 يهودي بأوكرانيا

يهود أوكرانيا حصيلت الهروب من واقع دولة الإحتلال الدموي

هآرتس: أزمة إسرائيل تتركز في يهود أوكرانيا

أوكرانيا كانت موطناً بديلاً للإسرائيليين بعام 2018

حسب تقرير كتبه موظفو معهد السياسات والاستراتيجيات بقيادة اللواء (احتياط) عاموس جلعاد، تجد دولة الإحتلال الإسرائيلي أن الأزمة في أوكرانيا تؤثر على هيكلية الأمن العالمي والإقليمي، كما يفسر التقرير الأزمة الأوكرانية على أنها نتيجة التوق الغربي للاستقرار وتجنب المعارك العسكرية في عصر الأزمة الصحية والاقتصادية العالمية.

ووفقاً لذلك أصدر المعهد الإسرائيلي توصيات لحكومة الإحتلال بأنه يجب عليها الامتناع قدر الإمكان عن التدخل في الأزمة في أوكرانيا نظرًا لضرورة الحفاظ على التنسيق الاستراتيجي مع روسيا في سياق "المعركة التي بين الحروب"في سوريا، وفي الوقت نفسه تعزيز التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بقدر المستطاع.

حيث تتمتع دولة الإحتلال بعلاقات قوية مع كل الأطراف، أمريكا وحلف الناتو و أوكرانيا من جهة، و روسيا من جهة أخرى، وتربطها مصالح مع الطرفين الروسي والأوكراني.

كما تربط دولة الإحتلال و روسيا مشاريع تجارية تتراوح بين مليارين و3 مليارات دولار في السنة، وتسعى الآن الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة رفات الجندي الإسرائيلي زكريا بومل من سوريا، ولا تريد تبني مواقف تعوق مساعيها لاستعادته.

لهذا تقف دولة الإحتلال الآن موقف الطرف الذي يسعى إلى التهدئة ومنع نشوب الحرب والوساطة، دون إتخاذ أي مواقف داعمة للروس أو الأوكرانيين على حد سواء.

رغم ذلك في حال تطور الموقف إلى حرب بينهما، حسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فستسعى دولة الإحتلال لحد أدنى من الخسائر، لكنها ستكون أحد الأطراف التي ستنعكس عليها الأزمة، وستسعى لاستثمار الحرب، في حال حدثت، لاستجلاب اليهود من أوكرانيا إليها يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل أزمة تخص مستوى التهديد الذي تتعرض له الجالية اليهودية في أوكرانيا وإمكان قيام دولة الإحتلال بتسهيل برنامج الإخلاء، وذلك وفقاً للمناقشات التي جاءت في المؤتمر الصحفي الذي عقد بتل أبيب مؤخراً مع كبار المسئولين بحكومة العدو والمنظمات اليهودية بشأن أزمة اليهود في أوكرانيا وهل يحتم عليهم العودة أم لا.

وأنتهت المناقشات ، حسبما جاء في صحيفة هآرتس اليهودية ،بأن اليهود لايوجد عليهم أي تهديدات أمنية ، حسب وعود السلطات الأكورانية لحكومة الإحتلال ، ولكن رغم أنه لا يوجد حالياً ارتفاع كبير في عدد اليهود الأوكرانيين الذين يطلبون الهجرة إلى دولة الإحتلال ،هناك قلق من اندلاع الحرب في أوكرانيا وتعرض الجاليات اليهودية في البلاد للخطر في ظل الفوضى التي تلت ذلك، فقد يلتمس آلاف اليهود مأوى لهم في دولة الإحتلال.

يأتي ذلك في الوقت تقدر المنظمات اليهودية أن هناك حالياً حوالي 75000 مواطن أوكراني يهودي في المناطق الشرقية من البلادمقابل 43000 بعام 2021، داخل وحول المدن الرئيسية في أوديسا وخاركيف ودنيبروبتروفسك، مؤهلون للحصول على "الجنسية الإسرائيلية" بموجب قانون العودة، في حين أن العديد من هؤلاء قد لا يسعون إلى الإجلاء أو الانتقال إلى دولة الإحتلال، فإن الوضع من المحتمل أن يصبح أكبر عملية إجلاء لليهود من دولة مزقتها الحرب منذ أكثر من ثلاثة عقود.

ومع ذلك هناك خطط طوارئ موجودة منذ أكثر من 30 عاماً، منذ نهاية الثمانينيات عندما بدأت الحكومة السوفيتية بالسماح لليهود بالهجرة بأعداد كبيرة، في عمليات للنقل الجوي الطارئة لتسهيل الهجرة بشكل أسرع وفي ظروف خطرة، يتم تحديثها الآن على الرغم من عدم وجود فكرة واضحة في الوقت الحالي عما إذا كانت هناك حاجة إليها، وما إذا كان تنظيم جسر جوي للإخلاء من أوكرانيا سيكون ممكناً في حالة الحرب أم لا.

وجديراً بالذكر أن تاريخ اليهود في أوكرانيا يعود إلى أكثر من ألف عام، عندما تواجدت المجتمعات اليهودية في أراضي أوكرانيا في زمن كييف روس، في أواخر القرن التاسع حتى منتصف القرن الثالث عشر، وطوروا العديد من التقاليد الدينية والثقافية اليهودية الأكثر تميزًا مثل حركة الحاسيديم. وتشكل الجالية اليهودية في أوكرانيا ثالث أكبر جالية يهودية في أوروبا وخامس أكبر جالية في العالم، وفقًا للمؤتمر اليهودي العالمي.

كما أن إسرائيل كانت تضع عينها على أوكرانيا في سابق الأمر كخيار للانتقال إليها للعيش بدلاً من فلسطين المحتلة بعام 2018 في حال أصبح العيش في الأراضي المحتلة لا يطاق من قبل الإسرائيليين، بسبب انخراطهم المستمر في الحروب، والتهديد بشن الحرب على مدار الساعة.

ولكن تراجع الكيان الصهيوني في مخططه بعد أن وجد أن هذا المخطط يمكنه أن يهدد علاقة إسرائيل ب أوكرانيا ،وويهدد إعادة حبل التواصل مع ما تبقى من أقلية يهودية في أوكرانيا حينها ، بعد النزوح اليهودي الكبير منها إلى دولة الإحتلال مطلع تسعينات القرن الماضي، أي بعد انفراط عقد جمهوريات الاتحاد لسوفييتي، وسيطرة اليهود اليوم على مواقع الصف الأولى للسلطة في أوكرانيا، و80% من دوائر صنع القرار فيها.

كما تذكرت دولة الإحتلال أن هناك عدد كبير من اليهود قُتل بالماضي في أوكرانيا ، الأمر الذي سيكون مبرر حقيقي لرفض هجرة اليهودي إلى هناك، فهناك نحو31,071 يهوديًا بين 1918 و1920 خلال الثورة الروسية عام 1917 وما تلاها من الحرب الأهلية الروسية، و استمر ارتكاب المذابح على الأراضي الأوكرانية أثناء قيام جمهورية أوكرانيا الشعبية بين 1917 و1921، وتراوح عدد القتلى اليهود المدنيين في أوكرانيا خلال هذه الفترة ما بين 35 و50 ألفًا.

يأتي ذلك في الوقت الذي يمتلك فيها اليهود بالقرب من الأراضي الأوكرانية ، منطقة حكم ذاتي أُنشأت في 7 مايو 1934 إبان الاتحاد السوفييتي ضمن مقاطعة الشرق الأقصى الفدرالية، ومركزها الإداري مدينة بيروبيدجان، وهي تقع جنوب شرق روسيا، وتحدها الصين من الجنوب، وهي المنطقة الوحيدة في الاتحاد الروسي، والوحيدة في العالم ، بجانب دولة الإحتلال ،التي تتمتع بوضع منطقة حكم ذاتي لليهود في العالم، باعتبارها كياناً إدارياً يهودياً بصفة قانونية رسمية.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2