ترجع الأسباب وراء الإصابة ب الأرق الشديد الي عوامل نفسية وعضوية وبيئية والظروف المحيطة حيث تختلف الاسباب و العلاج من حالة لآخرين
يلجأ الكثيرون لتناول الأدوية والحبوب المنومة للحصول على قسط كاف وهانئ من النوم، خاصة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الأرق الشديد.
ويُعرّف الأرق على أنه استعصاء النوم، أو تقطّعه، أو انخفاضه، مما يؤثر سلباً في صحة المريض النفسية والجسديّة، أو هو الشكوى من عدم الحصول على النوم المريح ليلاً وهو ما يؤثر في أداء الأنشطة المختلفة خلال فترة النهار.
يمكن للحبوب المنومة أن توفر الحل المؤقت لعلاج مشكلة الأرق، لكن الإكثار منها والتعود عليها قد يتحول لحالة إدمان غير محمودة. كما أن إقبال الأمريكيين على تناول حبوب الميلاتونين في الولايات المتحدة مؤخراً للتنعم بنوم جيد، بات يحمل الكثير من المضاعفات الصحية التي نتعرف عليها اليوم.
تناول مكملات الميلاتونين بشكل مفرط قد يدمر الصحة، هذا ما حذر منه باحثون عملوا على دراسة تبعات تناول الأمريكيين لحبوب الميلاتونين يومياً للحصول على نوم هانئ وسريع في الليل.
والدراسة التي نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية، أفادت بأن الأميركيين الذين عمدوا لتناول الميلاتونين في عام 2018، زادوا بحوالي ضعفين مقارنة عما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمان، بحسب ما أفاد موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن شبكة "سي إن إن" الأميركية.
خلصت نتائج الدراسة التي أجريت على مجموعة من البالغين، أنه منذ العام 2006 عمدت هذه المجموعة الصغيرة لتناول مكملات الميلاتونين وهي حبوب يتم وصفها للنوم الجيد دون الإصابة بالأرق. والمعروف أن الميلاتونين هو الهرمون الذي يفرزه الدماغ للمساعدة على الهدوء والإسترخاء خاصة في فترة الليل.
وكانت الجرعة اليومية لهذه المكملات تزيد من 5 ملليغرام في اليوم، وهي مكملات تُستخدم عادة كعلاج قصير المدى. وكان معدل استخدام الميلاتونين عند 0.4% من الأميركيين بين عامي 1999- 2000، ثم ارتفع إلى 2.1 بين عامي 2017-2018.
وحذرت الدراسة من أن البالغين الأمريكيين يعمدون لاستخدام هذه المادة بضعفي المعتاد، وفي بعض الأحيان قد يصل الإستهلاك لمستويات عالية. ولفتت إلى أن حبوب هذه المادة ربما تحتوي على كميات أكبر بكثير مما هو معلن على الملصق، وهي لا تخضع لتنظيم من طرف إدارة الدواء والغذاء في الولايات المتحدة بشكل كامل، ولا توجد متطلبات فيدرالية لفحص هذه الحبوب ومعرفة كمية المادة الموجودة بداخلها.
هذا وأبدى الباحثون قلقهم إزاء استخدام هذه المادة، نظرا لارتباطها بآثار سلبية قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى. ووفقاً لريبيكا روبينز، أستاذ النوم بكلية الطب في جامعة هارفارد التي لم تشارك في الدراسة، فإنه بالرغم أن استخدام هذا المكمل لا يزال منخفضاً نسبياً في الولايات المتحدة، إلا أن الدراسة رصدت ارتفاعاً كبيراً فيه. مضيفة أن دراسات مستقبلية أخرى رصدت أن تناول مكملات النوم يرتبط بتطور حالة الخرف والوفيات المبكرة.
ومن الأعراض التي يمكن أن يعاني منها من يتناول الميلاتونين بشكل كبير:
الصداع والدوخة.
الغثيان وتشنجات المعدة.
التوتر والإكتئاب.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن 26% من الميلاتونين يحتوي على مادة السيروتونين، وهو هرمون يمكن أن يكون له آثار ضارة عند تناوله وإن كان بمستويات منخفضة نسبياً.
ويمكن أن يؤدي تناول السيروتونين بكمية زائدة، عن طريق الجمع بين عدد من الأدوية مثل مضادات الإكتئاب وأدوية الصداع النصفي والميلاتونين إلى تفاعل دوائي خطير، ما يؤدي إلى أعراض خفيفة مثل الرجفة والإسهال. في حين أن الأعراض الأكثر حدة لتناول السيروتوني يمكن أن تتسبب في تصلب العضلات والحمى والنوبات وحتى الموت إذا لم يتم علاجه