طالب خبراء في علوم النفس والاجتماع بضرورة العمل علي إنشاء هيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية ومواجهة الظواهر الدخيلة علي المجتمع المصري، لرصد تلك التغيرات والانحرافات الدينية والأخلاقية والاجتماعية التي تحدث الآونة الأخيرة.
واتفق حضور اللقاء الذي عقدته مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة علي أهمية تفعيل آليات الرقابة علي وسائل الإعلام والثقافة المجتمعية بما يوقف حالة العدوان السافر علي منظومة القيمة المجتمعية وبما يوفر الحماية للقيم السائدة في المجتمع المصري.
قالت د. هالة عثمان، أستاذ القانون الجنائي رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة ومنتدى الصفوة، إننا نعمل معا من أجل مجتمع سوى نفسيا، من خلال بحث سبل المعيشة التى تمكنا على التعايش وتقبل الأخرين فى ظل إدارة الضغوط النفسية والتحديات الشخصية التى تقابلنا، بهدف بناء الإنسان والمواطن الذي يساعدنا على الحياة الكريمة فى ظل الجمهورية الجديدة.
وأضافت أن المجتمع المصري يواجه مشكلات مجتمعية كبرى لابد أن نتكاتف ونجتمع جميعا لمواجهتها خاصة وأنها مازالت تتفاقم، ومعظمنا على قدر من الثقافة ومشاكلنا أصبحت لنا جميعا وليس لفئة محددة، مطالبة بهيئة مجتمعية لحماية القيم الأسرية ومواجهة الظواهر الدخيلة علينا من المجتمعات الخارجية، لرصد تلك التغيرات والانحرافات الدينية والأخلاقية والاجتماعية التي تحدث بين شعبنا، ومن خلال الرصد للمدخلات والمتغيرات وتنقيتها للحد من انتشارها وتفعيل دور الرقابة وأن نفرق جيدا بين الحرية الشخصية وبين تدمير الشخصية المصرية.
وأشارت رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة إلى أن الأفكار السيئة تنتشر بشكل أسرع لأن الهدم أسهل من البناء ولابد من إصلاح الأسرة ومراجعة المشكلات التى تطرأ عليها والبحث عن أسبابها وعلاجها من الجذور، مؤكدة أن العالم الخارجى يستهدف قيمنا الدينية والمجتمعية والثقافية، ولابد أن نقدم الحلول من رجال الدين والثقافة والاجتماع إلى أن نصل للحل القانوني، خاصة وأن الحديث الذي يدور فى غرف مغلقة دون اتحاد بين الجميع سيواجه المشكلات من جديد، مؤكدة ضرورة العمل على مواجهة معركة الوعي والاستعداد لها جيدا، وإعداد مواطن قادر على الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد السوية، وإعداد الأجيال القادمة التي تحافظ على الإرث الأخلاقي الذي تميزت به مصر لعقود طويلة، وأن نعمل كمجتمع مدني على مناقشة المشكلات والخروج بحلول وعرضها على صناع القرار.
وقال اللواء دكتور أسامة راغب، نائب رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، نحن نحتاج لمزيد من الدفعات الثقافية والجهود المجتمعية للحفاظ على القيم، والتوزان بين أطراف الحياة لتحقيق التكامل الشخصي والأمان النفسي والاجتماعي، مطالبا بالتأكيد على تدريس اللغة العربية للإعلاميين لإحاطة استخدامها بشكل مناسب لدعم الدولة المصرية فى مواجهة حروب الإعلام، خاصة مع غياب الإعلام الداعم بشكل حقيقي.
وقالت بسنت عثمان، المدير التنفيذي لمنتدى الصفوة، إن تطوير الذات من أهم أمور الحياة في ظل مانواجهه من مشاكل أخلاقية ونفسية منتشرة فى المجتمع، جعلتنا بحاجة لتفعيل لغة الحوار بيننا والتكاتف والتواصل والاتحاد من أجل مجتمع سوى وسليم نفسيا.
وأكدت الحاجة إلي مواد دراسية تعلم أولادنا الأخلاق بمفهومها الحقيقي، وتشريعات قانونية تحد من انتشار القبح فى المظاهر، لافتة إلى أننا نخوض حروبنا شرسة فى تفرقة المجتمع وتقسيمه ويظهر ذلك جليا فى عناوين البرامج التلفزبونية التى تتحدث بعنصرية سواء عن الرجل أو المرأة.
وأكد د. محمود خليل، استشارى التطوير، أنه يجب على الإنسان البحث عن طرق حياتية تساعده على التعايش مع الآخرين، والاقتضاء بالتجارب الدولية الناجحة اجتماعيا، مطالبا بتعليم الأطفال كل القيم الإنسانية السليمة ومنها اللباقة وجبر الخواطر واحترام الآخرين، وأن يجيدوا اختيار وقت الحديث والصمت.
وأوضح أن معدلات الطلاق بدأت تتزايد بسبب غياب القيم الإنسانية التى كان يتمتع بها المجتمع المصري، وأن ثقافة الاعتذار من أهم القيم التى يفتقدها المجتمع المصري، "محتاجين نبنى بيوتنا على الحب والتسامح والاعتذار والاحتواء، القيم دي أهم من تجهيزات العروسين والموبيليا".
وأكد خليل أن السعادة سلعة متوفرة لمن يريدها فالسعادة يمكننا أن نجدها فى كل مكان بسهولة إن كانت لدينا الإرادة فقط، وإننا نسينا حديث عمر بن الخطاب حينما قال «أميتوا الباطل بالسكوت عنه»، وبدأنا نتحدث عن السلبيات بشكل مخيف يدعوا لها متبعين سياسة القطيع، مؤكدا أنه يجب على الأباء تربية الأبناء على منهج الشكر والاعتزاز من خلال ممارسة ثقافى الشكر والاعتذار والتقدير داخل الأسرة لينشأ الطفل بشكل سوى يدعم نفسه ومجتمعه ودولته، رافضا القوالب الثابتة فى التربية، مع ضرورة مواكبة متطلبات ومتغيرات العصر.
وقال القس بولا فؤاد رياض، لابد أن نخرج من دائرة الذات والأنا إلى دائرة نحن، فلا بد من انتشار السلام الداخلي والمحبة التى تولد الفرح والسلام، ونوصى الأزواج بمحبة وزوجاتهم والزوجات بطاعة أزواجهن، ونتحد جميعا في عبادة الله، ونتعاون جميعا في إنكار الذات وإيثار الآخرين للتحكم في طاقات الغضب والانفعالات.
وأشادت النائبة أمانى الشعولى، عضو مجلس النواب، بقصة كفاح زوجة الشهيد محمد مبروك، كقضوة حسنة قادرة على بناء أسرة سوية، وهو مايؤكد أهمية دور الأسرة في إعداد جيل قادر على التعامل بالقيم الإنسانية السوية.
وأكد عماد مهنى، رئيس قناة مي سات، أنه يجب علينا النظر فى حلول للجميع وليس حل فردي أو شخصي للمشكلات والأزمات التى نواجهها، حتى نتمكن من تجاوز الأزمات بأقل الخسائر للجميع.
وأكد الدكتور محمد فؤاد، استشاري التربية، أن الموروث الثقافي في تربية الأبناء والأولاد هو المقياس التعامل، ولابد من رعاية الأخلاق والاهتمام بها، لأننا نعانى من مشكلات فى الذوق العام وطريقتنا فى الحوار والتعامل مع الأخر وكذلك إدارة الخلافات.
وتابع الدكتور هشام عفيفي، خبير الاتصالات وأمن المعلومات، قائلا: "كلنا بشر ولابد ان نستوعب بعض، ونقضى على العنصرية المنتشرة بيننا في مصر، ونقضي على العنصرية المنتشرة بيننا، والسوشيال ميديا ليست المتهم فيما وصلنا إليه ولكننا وجدنا ضالتنا بها ووجدناها ستارا وشماعة نلقى عليها تصرفاتنا السيئة.