نسخة جديدة مطوَّرة من الحرب الباردة بين روسيا و الغرب على خلفية الأزمة مع أوكرانيا، وارتفاع مستوى التوتر وسط الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا من جهة، وإرسال الرئيس الأمريكي جو بايدن قرابة 3000 جندي إضافي إلى بولندا و رومانيا من جهة أخرى، وذلك ضمن مساعي واشنطن لطمأنة الأعضاء الحلفاء الذين يساورهم القلق إزاء التحركات الروسية.
الولايات المتحدة تنفى الحرب
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن الهدف من إرسال قواتها ليس "إشعال" حرب مع روسيا, حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سالفيان إن "الرئيس كان واضحا على مدى شهور بأن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا"، مضيفا "أان الهدف من ارسال القوات الامريكية إلى أوروبا للدفاع عن أراضي (دول منضوية في) حلف شمال الأطلسي , خاصة ان روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع، لكن لا يزال بإمكانها اختيار المسار الدبلوماسي للمضي قدما.
وأوضح سوليفان أن أي إجراء روسي محتمل يمكن أن يشمل ضم منطقة دونباس الأوكرانية أو شن هجمات إلكترونية أو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا، خاصة أن روسيا لديها الآن نحو 70 % من القوة القتالية التي تعتقد أنها مطلوبة للقيام بغزو شامل لأوكرانيا، وإنها ترسل المزيد من مجموعات الكتائب التكتيكية إلى الحدود مع جارتها أوكرانيا.
موجات لجوء إلى أوروبا
وتتخوف واشنطن من أن الغزو الكامل قد يؤدي إلى حدوث موجات لجوء لداخل أوروبا، تصل أعدادها إلى الملايين، بحسب رويترز, حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني فى تصريحات سابقة، إن أي انتهاك من جانب روسيا لسيادة أراضي أوكرانيا "سيعيدنا إلى أوقات أكثر خطرا وانعداما للاستقرار ليس على أوكرانيا فحسب بل على المنطقة كلها.
روسيا تنفى غزو أوكرانيا
وعلى الرغم من حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي قرب الحدود، فإنها تنفي التخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده إذا لم تُلب مطالبها الأمنية. وتشمل هذه المطالب عدم قبول أوكرانيا، مستقبلا، عضوا في حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب قال الحلف و الولايات المتحدة إنه غير مقبول.
أوكرانيا ترى أن هناك حل مع روسيا
ورغم كل هذا التصعيد، اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أنّ فرص إيجاد "حل دبلوماسي" للأزمة مع روسيا "أكبر بكثير" من مخاطر "تصعيد" عسكري. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني: "فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد"، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأمريكية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع".
ماكرون يطالب بالحوار مع روسيا
وحول الرهان على الدور الأوروبي لوقف التصعيد فى الأزمة الأوكرانية، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن الحوار مع روسيا مطلوب لاحتواء الخلافات والتوترات المتصاعدة حاليا على الصعيد الدولي وخصوصا في أوروبا, معتبرا أن رفض الحوار مع روسيا يفقد الأوروبيين القدرة على تسوية أي نزاع, ولذلك عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا فى الكرملين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة، حول امكانية تحقيق الضمانات الأمنية التى طالبت بها روسيا الاتحادية والوضع في أوكرانيا.
الاتحاد الأوروبى يدعم أوكرانيا
ومع استمرار المخاوف الأوروبية من التصعيد العسكرى الروسي على أوكرانيا وتداعياته على المنطقة، أكد الاتحاد الاوروبي أنه يدعم أوكرانيا في أزمتها الحالية، حيث حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا روسيا من شن أى هجوم على أوكرانيا، وأن الأتحاد الأوروبي مستعد لفرض عقوبات على روسيا، من ضمنها عقوبات اقتصادية لها تأثير سياسي على روسيا.