يحيى حقي.. راعي الفنون

يحيى حقي.. راعي الفنونمحمد رفعت

الرأى8-2-2022 | 14:16

اختار معرض الكتاب فى دورته الثالثة والخمسين هذا العام، الأديب والمفكر الراحل يحيى حقي ليكون شخصية المعرض، وهو اختيار موفق للغاية لما يمثله هذا المبدع الكبير متعدد المواهب والاهتمامات من قيمة كبيرة وتأثير ضخم على كل الآداب والفنون فى مصر والعالم العربي.

وما لا يعرفه الكثيرون أن الأديب الكبير يحيى حقي هو صاحب فكرة إنشاء أكاديمية الفنون بمعاهدها المختلفة خاصة معهد السينما، التي قدم لها عددًا من أهم أفلامها المأخوذة عن روايات له، خاصة فيلميه اللذان تم اختيارهما ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهما "قنديل أم هاشم"، إخراج كمال عطية وسيناريو وحوار صبري موسى وبطولة شكري سرحان وسميرة أحمد وأمينة رزق وعبدالوارث عسر، وفيلم "البوسطجي" إخراج حسين كمال وبطولة شكري سرحان أيضًا مع صلاح منصور وزيزي مصطفى.

كما قدمت السينما عن أعمال وروايات يحيى حقي، أفلامًا أخرى لم تحظ بنفس شهرة الفيلمين السابقين، مثل فيلم "امرأة ورجل" بطولة رشدي أباظة وتوفيق الدقن وناهد شريف وزيزي مصطفى، وفيلم "مصيدة الحب والزواج" بطولة كوثر العسال، وفيلم "إفلاس خاطبة" الذي تم تقديمه مع فيلمين آخرين فى نفس الشريط السينمائي، وقام ببطولته نجم الكوميديا الراحل عبدالمنعم إبراهيم مع سيدة المسرح العربي سميحة أيوب والفنانة الجميلة ليلى طاهر.

ويعتبر فيلم "قنديل أم هاشم"، هو أبرز وأشهر أعمال يحيى حقي على الإطلاق، ولا تزال القضايا التي يثيرها ويناقشها الفيلم تشغل بال المثقفين حتى الآن، خاصة قضية محاولة فض الاشتباك بين العلم والإيمان، وقضية التغريب والانبهار الشديد بالغرب ومحاولة التنكر للتراث والتخلص من العادات والمعتقدات القديمة، وهو ما وجد له "حقي" حلاً توفيقيًا من خلال الرواية والفيلم عن طريق اتباع أحدث طرق الطب الحديث فى علاج العيون مع إيهام العامة باستمرار التبرك بزيت القنديل، حتى لا ينفروا من العلم ويكفروا به وبصاحبه الذي يبشرهم به.

والحقيقة أن يحيى حقي، لم يهتم بالسينما فقط، لكنه حاول تبسيط كل الفنون والآداب للعامة والشباب من خلال مجموعة رائعة وممتعة من الكتب، مثل كتابيه "فجر القصة المصرية" و"أنشودة البساطة" اللذان يحاول فيهما شرح أساليب كتابة القصة القصيرة للشباب والمبتدئين، وكتاب فى السينما الذي يشرح فيه ببساطة كل فروع فن السينما من إخراج وتصوير ومونتاج ومكساج وغيرها، فضلاً عن قيامه بتحليل العديد من الأفلام التي شاهدها.

كما قدم حقي كتابًامهمًا عن فنون الموسيقى والفن التشكيلي، وهو فى محراب الفن الذي يشرح فيه مدارس الفن التشكيلي المختلفة وأهم رموزها وفنانيها، وكتاب "تعالى معي إلى الكونسير"، الذي يحاول أن يقدم فيه باختصار فكرة عن الموسيقى والموسيقيين الغربيين.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2