شاركت الجزائر اليوم الثلاثاء، تونس في إحياء الذكرى ٦٣ لأحداث ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود الجزائرية-التونسية على الطريق المؤدّي من مدينة "سوق أهراس" في الجزائر إلى مدينة "الكاف" بتونس، والتي اختلط فيها الدم التونسي بالجزائري في الثامن من فبراير سنة ١٩٥٨ على أيدي المستعمر الفرنسي.
وتعد هذه الأحداث دلالة على التلاحم والتآزر الشعبي والرسمي بين البلدين، عندما قامت قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق تقام أسبوعيا في منطقة ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف التونسية، مما أدى إلى استشهاد ٧٩ مدنيا من تونس والجزائر.
وتصادف قصف هذا السوق تواجد عدد كبير من الجزائريين لتسلم بعض المساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي، حيث قامت أسراب من الطائرات القاذفة الفرنسية بقصف السوق بمن فيه آنذاك.
وتقع ساقية سيدي يوسف على الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدّي من مدينة سوق أهراس في الجزائر إلى مدينة الكاف بتونس، وشكّلت هذه المنطقة نقطة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني الجزائري المتواجد على الحدود في استخدامها كقاعدة للعلاج واستقبال المصابين، ما جعل فرنسا تلجأ إلى أسلوب العقاب الجماعي وذلك بضرب القرية الحدودية.
وأوضح أستاذ التاريخ بجامعة "محمد الشريف مساعدية" بولاية سوق أهراس الجزائرية رياض بولحبال، في تصريحات للإذاعة الجزائرية، أن تلك الأحداث تعد رمزا للنضال المشترك بين الشعبين وهي خير شاهد على التلاحم الأخوي بينهما ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
وذكر بولحبال بأن الهجوم الفرنسي على ساقية سيدي يوسف في ٨ فبراير ١٩٥٨ بدأ في يوم السوق الأسبوعي بساقية سيدي يوسف، حيث تم تنفيذ هذا الهجوم من قبل ٢٥ طائرة قاذفة فرنسية، مما أسفر عن استشهاد ٧٩ شخصا، من بينهم ٢٠ طفلا و١١ امرأة، وإصابة ١٣٠ آخر بجروح إلى جانب تدمير ٣ عربات للصليب الأحمر الدولي وحوالي ١٣٠ مسكنا، و85 متجرا ومدرستين.
من جانبه، أوضح الدكتور جمال ورتي أستاذ بجامعة سوق أهراس أن قيادة جبهة التحرير الجزائرية اتخذت من تونس، لاسيما بعد استقلالها عام ١٩٥٦، قاعدة خلفية لها، واستقر آلاف المجاهدين الجزائريين مع عائلاتهم ومعداتهم بمختلف الأرياف والمدن التونسية.
وكردة فعل على ذلك الترابط والتعاون، لم يتردد قادة الجيش الفرنسي في اختراق السيادة الترابية لبلد مستقل، والقيام بضربات عسكرية موجعة في التراب التونسي بدعوى حق متابعة الثوار الجزائريين، فسقط خلالها عدد من الجزائريين والتونسيين.
وأضاف الدكتور جمال ورتي أستاذ بجامعة سوق أهراس أن إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف يشكل دوما مصدرا لتعزيز التضامن والتعاون بين الجزائر وتونس، وتحقيق انطلاقة تنموية في العديد من القطاعات خاصة بالنسبة لمواطني الشريط الحدودي بين الجزائر و تونس.