أمل إبراهيم تكتب: دفعة إعلام 86

أمل إبراهيم تكتب: دفعة إعلام 86أمل إبراهيم تكتب: دفعة إعلام 86

* عاجل25-12-2017 | 17:39

منذ أيام بينما كنت اقرأ فى رواية تدعى "حافة الكوثر " للكاتب على عطا زميلى وابن دفعتى ، سمعت صوتا من خلال التليفزيون أعرفه جيدا فى لقاء عبر أحد البرامج، أغلقت الكتاب وبدأت أتابع حوار الدكتور على الدين هلال الذى يترسخ صوته داخلى أنا وكثير من أبناء دفعة أعلام 86 ، مازال ينطق حرف الثاء بطريقة صحيحة وهو يقول: "فمن ثم" مازال يتحدث عن الديمقراطية التى كان يدرسنا تجربتها فى مصر ومازال هذا المفهوم يلتبس علينا جميعا ولا نعرف هل عشنا الديمقراطية فى مصر أم أنها مازالت فى طور النظرية بين دفتى الكتب؟! .

فى اليوم التالى تحدثت مع ثلاثة من أصدقائى كل بمفرده ورتبت لقاء مع واحدة من صديقاتى التى تعمل فى الإعلام الخاص بوزارة الصحة، والغريب الذى انتبهت إليه ودفعنى للكتابة أن تلك الدفعة لها قدر من الهيمنة فى حياة كل منا، فكل من تحدثت معهم كانوا أبناء دفعة إعلام 86(!!).

هناك شىء غريب فى الحياة يحدث ولا ننتبه إليه غالبا، أن هناك ربط  فى الأقدار من خلال مكان ما، أو شارع ما، تمر منه عبر سنوات من حياتك ربما يكون بينهما فواصل زمنية ولكنك تعود إليه لأسباب مختلفة وظروف مختلفة المهم أن يكون له دور فى حياتك وهذا يحدث فعلا .

هذا الأمر ينطبق بوضوح وقوة بالنسبة لدفعة أعلام 86 ، مازالت صورة المدرج قائمة فى أذهاننا وكل منا يتذكر مكانه الذى كان يجلس فيه فموقعك فى المدرج هو نفس موقعك فى الحياة ومازالت الأصوات كما هى لم تتغير، حتى عمرو أديب، الذى يصدح كل يوم من خلال الشاشة، وسواء اختلفنا معه أو اتفقنا إلا أنه نفس الصوت الذى كان لا يمل من السؤال لجميع الأساتذة.

الهادئون الذين لم نكن نعرف عنهم الكثير وقتها هم المبدعون فى الكتابة، وفن الكاريكاتير، والشعراء، سيد حسين، ومجدى شندى، وحورية عبيدة، وحمدى شفيق، وأنور الهوارى، ومنى ياسين، وطارق الشامى، والكثير لا يسع ذكر أسماءهم جميعا.

دفعة 86 وبدون قصد احتكرت كل الأسماء اللامعة فى سماء الإعلام والإبداع فيكفى أن ينتسب إليها حسين جبيل الفنان المبدع الذى لا أعرف وصفا محددا ماذا يعمل هذا الرجل؟! ..صانع أغلفة أو رسام البورتريه الذى يستحضر أرواح أصحابها قبل أن تعمل ريشته ، يصل إلى حد الأبهار فى اللون والخط والانطباع الذى يتركه حول شخصه وفنه.

من تلك الدفعة خرج كثير من رؤساء التحرير لكبريات الصحف والمواقع، واحتلوا كثيرا من المواقع خلف الشاشات والكاميرات.

ولكن الحديث هنا على المستوى الانسانى، فهم جميعا أصدقاء جيدون، التواصل بينهم مستمر وأصبح أكثر سهولة بعد ظهور الفيس بوك فى حياتنا ، المدهش والغريب أنهم عندما يجتمعون لا أحد يصدق أن هؤلاء الأشخاص عبروا بوابة الخمسين عاما، ربما عرفوا قيمة الحياة بصورة أوضح فأصبحوا أكثر أنطلاقا وقدرة على البوح بمخزون الأيام.

 وكلنا يعرف أن هناك عبارة متكررة بيننا وفى بيوت أغلبنا عندما يستضيف التليفزيون واحد منهم، أو يقع بين يديك كتاب لأحدهم "أعرف فلان أبن دفعتى".

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2