أكدت دراسة وجود ارتباط بين خلل في الميكروبات المعوية وبعض الأمراض المزمنة وفي مقدمتها الاكتئاب، النتائج تتيح إمكانية التفكير في زرع بكتيريا أو خفض مستوياتها لأجل علاج أمراض واضطرابات ترتبط بالدماغ.
وقد ربطت دراسة جديدة بين بعض حالات الاكتئاب وبين خلل في بعض الميكروبات في الأمعاء، إذ وجد الباحثون روابط قوية أكثر من أي وقت مضى بين اضطرابات تحدث في الدماغ وهذه الميكروبات، وتحديدا بسبب الخلل المصاحب لهذه البكتيريا (تسمى كذلك النبيت الجرثومي المعوي)، إما بسبب ارتفاع مستويات بعض أنواع البكتيريا أو بسبب نقص أنواع أخرى.
وقال جاك جيلبرت، عالم البيئة الميكروبية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن هذا الاكتشاف، يمثل "دليلاً قوياً حقًا على أن هذا الارتباط يمكن أن يكون له أهمية إكلينيكية كبيرة". ومنذ أكثر من 40 عاما يحاول الباحثون تحديد أسباب الاكتئاب وبعض الأمراض أو الاضطرابات الدماغية، لكن هذه النتائج تعود لأبحاث بدأت منذ عام 2002 ، عندما قيمت دراسة نتائج التركيب الجيني لـ2000 مشارك، وتم تحديد قوة أو ضعف ميكروبات الأمعاء لديهم وكذلك أنماط حياتهم وعاداتهم الغذائية وأنواع العقاقير التي يتناولون.
وأظهرت النتائج أنه يمكن الاستفادة من الميكروبات المعوية والمواد التي تنتج عنها لأجل إنتاج علاجات محتملة لمجموعة متنوعة من اضطرابات الدماغ، ومن ذلك الاكتئاب، وهو ما تمّ لدى مريضين اثنين في الواقع عبر تقنية نقل البراز.
وأوضح الباحثون أن المتغيرات الجينية قد تؤثر على وفرة أو قلة بعض الميكروبات، وبالتالي ترتبط بشكل وثيق بـ46 نوعا من الأمراض والاضطرابات الدماغية الشائعة، ومنها مرض الاكتئاب، وأشار الباحثون عن نوعين من البكتيريا المسببة للعدوى الخاصة بهذا المرض، ويتعلق الأمر بـ Morganella و Kiebdiella، وذلك عبر زيادة جرعة واحدة منها للمرضى، وتبين أنهم أصيبوا ب الاكتئاب أو زادت أعراضه.