تتأهب القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا، ويحذر المسؤولون الأمريكيون من حدوث غزو في أي يوم. لكن "حربا إعلامية" بين موسكو والغرب تدور رحاها منذ أشهر، حسبما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
فقد تحدثت الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية مرارا وتكرارا عن تحذير استخباراتي سري بشأن استعداد روسيا لغزو أوكرانيا.
ويقول مسئولون غربيون إن الهدف من هذ الكشف وقف أي هجوم من هذا القبيل، وأن يفقد الكرملين توازنه.
وقال مسئولون أمرئكيون، الأسبوع الماضي، إن روسيا ستنشر مقطعا مصورا مفبركا لهجوم أوكراني لتبرير غزو عسكري.
وفي أواخر يناير، قالت حكومة المملكة المتحدة إنها تمتلك معلومات استخباراتية، بعضها من الولايات المتحدة، تُظهر أن روسيا تنوي استبدال الرئيس الأوكراني بزعيم موال للكرملين.
وفي العام الماضي، أصدرت الولايات المتحدة وثيقة رفعت عنها السرية جاء فيها أن روسيا تحشد عشرات الآلاف من القوات على الحدود الأوكرانية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن إدارة الرئيس جو بايدن تشارك الحلفاء والشركاء، منذ الخريف، في جهد "متعمد" لمشاركة معلومات استخبارية إضافية بشأن سلوك روسيا في أوكرانيا، وإن رفع السرية عن بعض المعلومات هو نتيجة لذلك الجهد.
وأضاف المسئول: "لقد رأينا روسيا تدير عمليات كاذبة لشن عمل عسكري مرات عديدة في التاريخ الحديث. إن فضح هذه المؤامرات يجعل من الصعب على روسيا تنفيذها ".
وقد نفى الكرملين أنه يخطط لغزو أوكرانيا، ووصف التسريبات الاستخبارية بالدعاية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "إنهم متسقون للغاية في تصريحاتهم، قائلين إن الغزو وشيك، وسوف يتعين على روسيا دفع الثمن. في بعض الأحيان يبدو الأمر كما لو أنهم يفضلون رؤية هذا الهجوم".
وتقول وول ستريت جورنال إن نشر المعلومات لإلحاق الضرر بالعدو أو ردعه يعد أسلوبا قديما.
ويقول جوناثان إيال، المدير المساعد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث دفاعي بريطاني، إن التسريبات الاستخبارية قد تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "اللجوء إلى الأساليب القديمة نفسها" التي استخدمتها موسكو لتبرير التوغلات في شبه جزيرة القرم عام 2014 وجورجيا عام 2008.
وأشار مسئولون إلى أن حرب المعلومات هذه تهدف أيضا إلى إرباك أجهزة المخابرات الروسية أثناء بحثها عن مصدر التسريبات.