عندما يكتب الشعراء!

الرأى11-2-2022 | 16:47

هذه رواية ثلاثية الأبطال والأماكن والمهن والأوجاع!

جرت أحداثها خلال ثلاث سنوات، وفى ثلاث مدن، من خلال رسائل متبادلة بين زوجة وزوج وحبيبة.

الأول مؤلف، والثانية صحفية، والثالثة شاعرة، ومن ثم كان شغف القراءة والمتابعة والمعايشة، إلى جانب تشابه الأسماء على الرغم من اختلاف اللهجة!

نعم.. إنها رواية ممتعة كتبتها شاعرة تجيد اختيار الكلمات والمعانى وتحسن التعبير عن المشاعر، إنها الشاعرة والكاتبة والإعلامية ريم نجمى التى احترفت الصحافة فى ألمانيا، وصدر لها العديد من الدواوين الشعرية والمسرحيات والروايات المترجمة عن الألمانية.

تتحدث الرواية (تشريح الرغبة) عن الصراع الخفى بين العاطفة والعقل، وبين محاولات الهروب ورغبات الاستمرار أو الاقتراب، بين الواقع المعاش وبين الرغبة فى الخلاص منه، بين جدوى الاستمرار والقدرة عليه، والقفز إلى المجهول وروعة اكتشافه.

كل ذلك من خلال رسائل متبادلة بين الزوج "عادل" الاستاذ الجامعى وكاتب روايات وهو من أصول مغربية، والزوجة "يوليا" الإعلامية الألمانية عضوة حزب الخضر نصيرة البيئة، والحبيبة "جورى" الشاعرة السورية والباحثة الأدبية المهاجرة إلى ألمانيا.

الزوج يعيش فى ألمانيا بعقليته الشرقية، ويرغب فى الانفصال عن زوجته بعد 25 عامًا من الزواج المستقر، رفض إنجاب أطفال بحجة الانشغال، ويعيش فى صراع ما بين الرغبة والواقع.

الزوجة تحملت صعوبات البدايات وبرودة المشاعر، ولكنها رغبت فى الاستمرار دون جدوى، والحبيبة اللاجئة بحثت عن الحماية والسند والحب والاستقرار بعد معاناة من الحروب والاغتراب.

نعم.. لقد تمكنت الكاتبة من تشريح الرغبات الدفينة لدى أبطال الرواية مع الحياد التام فى التعبير عن الأطراف الثلاثة بكل صدق وموضوعية.

فقد كتبت على لسان بطل الرواية وهو يصف حاله مع زوجته "كنا نمشى فى حديقة جميلة متشابكة الأيدى، لكن قدمينا داميتان بفعل الأشواك وشظايا الزجاج، وكل واحد منا يبتسم للآخر ليخبىء شعوره بالألم".. وهى حياة "مزدوجة" المشاعر لا تصلح للاستمرار، ولكن لماذا استمرت العلاقة الزوجية لمدة 25 عامًا؟ يجيب الزوج: لأننا لم نرغب فى الكشف عن "مواطن الخلل" لأنها جارحة وتسبب الألم مع أنها تنقذ أطراف العلاقة من الاستمرار فى خديعة أحدهم للآخر!

الطريف أن المؤلفة كتبت، فى مقدمة الرواية، أن شخصياتها أصلية، أما الشخصيات التى تقابلها كل يوم، هى من نسج الحياة لا وجود لها فى الواقع.

ويبدو أنها صادقة فيما كتبت، فالواقع أصبح يفوق الخيال.. فى أشخاصه وأحداثه!

يبقى الشكر لصديقى أحمد رشاد عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين ومدير الدار المصرية اللبنانية الذى أهدانى الرواية وكتاب "العمران" لصديقى د. خالد عزب وكتاب فى "استقبال فخامة الرئيس" للإعلامية الشهيرة إسعاد يونس.

أضف تعليق