قد يأتي أمامك خبرا بتخلص ابن من أمه أو قتل زوج لزوجته، أو التخلص أيضا من أسرته، بسبب إدمان المخدرات، ولعل آخر تلك الحوادث البشعة التي هزت محافظة قنا، عقب وقوعها اليوم الأحد، بعدما ارتكب عاطل في بنجع عبدالقادر التابع لأبو مناع بمركز دشنا شمالي قنا، مجزرة، بعد أن فتح نيران بندقيته على أسرته في قنا، ونتج عن الحادث مصرع والده وزوجته، ووإصابة ٣ أشخاص آخرين بينهم والدته.
في هذا الصدد تقول الدكتورة إيمان عبدالله، طبيبة علم النفس، إن من الجرائم التى تقشعر لهاالأبدان هى الجرائم الأسرية وخصوصا أن يكون القاتل مدمن، مع العلم أن من بين كل 50قضية، 35قضية جريمة عنف بسبب المخدرات.
وأشارت "عبدالله" فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" إلى أن المخدرات مشكلة كبيرة، والإدمان هو الإدمان السلوكى الذى يتعطى فيه الشخص سواء أدوية أو مواد مخدرة، لذلك لابد أن تكون الأسرة على علم بأن هذا الشخص لايحل شيئ باى منطقية، والفعل السلوكى للمدمن دايما خارج عن المألوف، فالمخدر الذى يتعطاه يؤثر على سلوكه.
وأضافت د. إيمان أن الإدمان يؤدي إلى أعراض نفس بعض الاضطرابات النفسية، وليس هذا هو الشق الذى يمنعه من المسئولية القانونية بالعكس فهو على دراية بما يفعله، ولكن لايدرك ماوراء الجريمة، فالإدمان يعطى للإنسان قوة مبالغ فيها وخصوصا بعد الإحساس بالخوف، فبعض المواد المخدرة تعطى إحساس بالهلاوس أو الأمراض العقلية أو الانفصامية، فسواء هذا أو ذاك تعطى بعض الأعراض التى يراها من هلاوس أو أمراض عقلية وبصرية، والجريمة تكون بالنسبة للمتعاطى أنه يقتل أى شخص أمامه على سبيل المثال يمنعه من السرقة أو طلب الفلوس لشراء المخدرات.
وأشارت "عبد الله" إلى أن المخدرات تفقد الانسان السيطرة، فهى مادة منشطة لاتمكنه من التحكم بنفسه، وتعطى نتائج سلبيه تؤثر على الأسرة والمجتمع وتبث الخوف فى نفوس الآخرين وأفراد المجتمع، وبمجرد أن ينتهى مفعول المخدر لهذا المتعاطى، تؤدى إلى وجود أعراض إنسحاب وبقوتها تجعله يرتكب جريمه، فهو دائما يشعر بنوبات ملحة للحاجة إلى تناولها، وفى حال عدم تلقيه للجرعة الأخرى، ينسحب المخدر من جسده ويفقد السيطرة، ينتج عن ذلكأنه يستطيع قتل أقرب الناس إليه، بالإضافة إلى جرائم القتل إلا أن المدمن يستطيع الإعتضاب بأقرب الناس إليه والقتل، فهو يمارس العنف دائما وخصوصا على زوجته.
وقالت إيمان عبد الله إن بعض الدراسات أثبتت أن هذه الجرائم تشكل 79% من الجرائم، والشخص المتعاطى المخدرات دائما لديه رغبة شديدة فى إطلاق رغباته وشهواته، والأهم تلبية شهوته ورغبة التى هو غير قادر على ضبطها، السيطرة على ذاته فبالتالى يحتاح إلى المخدرات لكى تشبع رغبته، لأنه غير قادر على انضباط هدوءه، ويوجد نوع معين من المخدرات التى تسبب هلاوس تعمل على أحداث جرام بشعة مثل جريمة شاب الإسماعيلية الذى قام بفصل الرأس عن الجسد، كما أن هناك مخدرات مخلقة، ومدمرة جدا للخلايا العصبية، فمثلا مخدر الحشيش أعراضه تؤدى إلى الاغتصاب،والاغتلاس، والرقة، ودائما المخدرات تؤدى إلى الخيانة الجنسية والقتل العمد ومساوء لا حصر لها، مع خلق نوع من عدم الرضا والشعور بعدم التوافق الاجتماعى، والتأثير على وظائف وخلايا المخ، والعجز عن دراية الأمور من حول الإنسان، وكل نوع من أنواع المخدرات تسبب للإنسان عرض نفسى وعقلى، والمخدرات تنشط الحس المرضى فتصبح الجريمة سهلة، فهو مسئول عنه سلوكه الإجرامى ولايخرج عن نطاق القانون لأنه يعى تماما الجريمة، وتحطم المبادئ.
تقول إيمان عبد الله ، إن المخدرات لايمكن أن تنفذ الرغبات أو تحل مشاكل أو تخلق شغل للعاطل وكل مشكلة لها حل عقلانى واعى دينى وليس تغيب العقل واللجوء للطريق السهل فى تناول المخدرات وجعل حياته مأساوية إثر لحظات لاشباع نشوته، حيث أن سيكولوجيا هذا النوع من المخدرات يجعل الشخص غير واعى إراديا ومغيب تماما، فعلى الأسرة التى تعلم بوجود شخص مدمن بينهما يجب أن تتوخى الحذر تماما، وتقوم بادخاله مصحة إدمان، لأنه قد ينهى حياتهم قريبا، لأن وجوده فى المجتمع بين الأفراد بدون التبليغ عنه أو معالجته هو خطأ فادح يشع الجرائم فى المجتمع ويؤثر على الأجيال القادمة.
وطالبت بأن يكون هناك وقفة اجتماعية وإعلامية للتنبيه من خطورة المخدرات على الحياة الاقتصادية والأسرية وعلى الأطفال الذين يعيشون حياة مشوهه بعد مشاهدتهم للجرائم الأسرية التى تمم، والسبب الأهم أن الجرائم يتم الإعلان عنها بالتفاصيل مع عدم نشر كيف نتفادها أو نقى نفسنا منها.