أفادت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن المستشار الألماني أولاف شولتس يستعد لخوض محاولة جديدة لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا، في ضوء تحذير مسئولين أمريكيين من أن روسيا أصبحت قاب قوسين أو أدنى من شن هجوم على جارتها الغربية.
وذكرت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي- أن مساعي شولتس الجديدة تأتي بينما تواصل الدول الغربية سحب دبلوماسييها وعسكرييها من أوكرانيا وتقوم شركات الطيران العالمية بإلغاء الرحلات الجوية إلى البلاد، فيما تستعد بعض الدول الأوروبية لاستقبال طوفان من اللاجئين في حالة القيام بعمل عسكري.
ومن المنتظر أن يتوجه شولتس إلى كييف في وقت لاحق من اليوم، قبل وصوله إلى موسكو يوم غد الثلاثاء. وقال مسئول حكومي كبير، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز، إنه من المتوقع أن يحث الزعيم الألماني بوتين على تهدئة الموقف على الحدود الأوكرانية، وينقل أيضًا "مدى خطورة عواقب الهجوم" فيما يتعلق بالعقوبات المحتمل فرضها على روسيا، وللتأكيد على أنه "لا ينبغي الاستهانة بوحدة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة" في هذا الملف.
وقال مساعدو شولتس إنه لم يفقد الأمل في أن الدبلوماسية يمكن أن تُجنب ويلات الحرب، رغم التقليل من شأن التوقعات بحدوث انفراجه وأضاف المسئول، الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه:" لا أفترض أننا سنخرج من هذا نوعاً ما بنتيجة ملموسة"، مع الإشارة إلى أن الهدف الكبير لشولتس هو "الحصول على فهم أفضل لأهداف روسيا، ومحاولة معرفة ما إذا كانت هناك أية طرق للعودة إلى الحوار المباشر".
ويوم أمس، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي أوضح أن واشنطن سترد على العمل العسكري الروسي "بسرعة وبقوة".
فيما قال مسئولون أمريكيون إن الزعيمين اتفقا على أهمية مواصلة الدبلوماسية والردع ردا على الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. وقال زيلينسكي إنهما ناقشا "الأمن والاقتصاد والمخاطر القائمة والعقوبات والعدوان الروسي المحتمل".
وطلب الرئيس الأوكراني من بايدن الاتصال به لزيارة كييف قريبًا تعبيرًا عن تضامنه، وقال زيلينسكي: "أنا مقتنع بأن وصولك إلى كييف في الأيام المقبلة، وهو أمر حاسم لاستقرار الوضع، وسيكون إشارة قوية وسيساهم في وقف التصعيد".
وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع بوتين لأكثر من ساعة يوم أمس الأول، لكنه فشل في تغيير موقف الكرملين. وتقدر تقديرات المخابرات الأمريكية أن روسيا قد تشن غزوًا واسع النطاق في الأيام المقبلة، على الرغم من أن البيت الأبيض يعتقد أن بوتين لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الغزو، فقد حشدت روسيا أكثر من 130 ألف جندي على طول حدودها مع أوكرانيا وفي بيلا روسيا المجاورة، بالإضافة إلى نشر أسلحة يمكن استخدامها لشن هجوم على كييف.
وبحسب المسئول الألماني الكبير، فإن المحادثات مع بوتين تهدف إلى استكشاف فرص "الحوار المباشر" بين روسيا والغرب والسعي لإحراز تقدم في تنفيذ اتفاقية مينسك، التي تهدف إلى حل النزاع في إقليمي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا، واللذين يشهدان سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا على أجزاء منهما.
ونظرًا لإخفاق روسيا في الاستجابة لطلبات شرح حشدها العسكري، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي مساء أمس الأول أن كييف ستطلب اجتماعًا مع موسكو والموقعين الآخرين على وثيقة فيينا وهي اتفاقية أمنية أوروبية في غضون 48 ساعة.