الهرولة ناحية التطبيع مع إسرائيل لن يغير شيئا من ثوابت الأمن القومي العربي وهي معروفة وراسخة في وجدان كل عربي بل كل مسلم على سطح المعمورة .. ويبقى سؤال ماذا نستفيد من التطبيع؟
أولا.. التطبيع لا يمكن أن يكون دون ثمن أو مصلحة وهي أمور مدروسة بدقة ليس الآن وإنما منذ سنوات طويلة ويتم كل فترة تحديث الاحتمالات وتجديد عناصر القوة والضعف وبالتالي تصبح الأمور واضحة أمام متخذ القرار.
ثانيا.. إن أهم ما يعود بالنفع على دول التطبيع مع الكيان الصهيوني هو اقتصادي بحت لا يمس ثوابت القضية الفلسطينية والعربية ولا يغير شيئا من المواقف العربية المتفق عليها تجاه القضية الفلسطينية.. وهذه العبارة توضع كمقدمة ملزمة قبل التوقيع على اتفاقيات ما بعد التطبيع.
ثالثا.. إن استفادة إسرائيل هي أيضا اقتصادية بحتة ولا تزيد على اتفاقيات مرور تجارية تخدم مصالح المنطقة بصفة عامة.
رابعا.. إن دخول إسرائيل كشريك في اتفاقات التجارة البينية يجعلها شريكا أيضا في حماية طرق التجارة المارة في محيطها الحيوي وأن تكون مسئولة ليس فقط عن ما يخصها وإنما تكون معنية بإزالة العقبات ومنح التسهيلات لما لها من نفوذ لدى الجانب الأوروبي والأمريكي.
خامسا.. لا يمكن أن تكون إسرائيل بمعزل عن الأحداث التي تجري في المنطقة وإنما عليها المشاركة في التهدئة والإصلاح وليس محرضة وداعمة لعدم الاستقرار وأن تغير إسرائيل من استراتيجيتها القائمة على دعم التوتر!
سادسا.. إن المرحلة الراهنة والتي تتطلب التهدئة ونبذ العنف والبعد عن تعطيل المصالح هي بالدرجة الأولى تخدم الاتجاه العربي الراهن في إعادة إصلاح وترميم ما تم تدميره في دول الربيع العربي. وبالطبع لن يكون ذلك وهناك عدائيات أو توترات في المنطقة وطبعا إسرائيل عندما تربط مصالحها من خلال التطبيع لن تعمل على عرقلة أي مشروعات الإعمار والإصلاح.
سابعا.. إن الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان والصين لهم مصلحة كبيرة من وراء هذا التطبيع وهو ما حدث من مباركة الدول الصناعية الكبرى لاتفاقيات التطبيع.. والتي هي في الأساس تجارية اقتصادية لا تمس من قريب أو بعيد ثوابت القضية الفلسطينية والأرض العربية.
ثامنا.. إن حساب المكسب والخسارة على أرض الواقع.. يقول إن العرب في أضعف حالاتهم وتشرزمهم ولا يمكن أن يتحملوا المزيد من التعقيدات الاقتصادية والتجارية والتي وجدت على أرض الواقع ولا سبيل بتغييرها إلا بتوافق كل القوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وهي أمريكا وأوروبا وروسيا والصين.. وكانت إسرائيل تتحجج دائما بأن العرب يرفضون أي اتفاق تكون إسرائيل طرفا فيه!
تاسعا.. إن التطبيع قد فوت الفرصة على إسرائيل في ادعاء أن العرب يخربون أي اتفاق اقتصادي تكون إسرائيل طرفا فيه خاصة منطقة شرق المتوسط ..