العقوبات الأمريكية ضوء أخضر لغزو أوكرانيا

لقاء ماكرون مع بوتين ظهر خلاله الهدوء الروسي والتوتر الأوروبي، توتر دفع بوتين ليتحدث في المؤتمر الصحفي عن أن ماكرون ظل يطرح عليه الأسئلة لمدة ست ساعات ما أرهقه، أما الرئيس الفرنسي فقط كان يحاول أن ينتزع من بوتين ضمانات بعدم غزو أوكرانيا، على الشاطئ الأطلسي كانت هناك قمة أمريكية ألمانية تعطي الضوء الأخضر لبوتين لغزة أوكرانيا بشكل غير مباشر، بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس عن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا في حال لو تقدمت القوات الروسية عسكريا نحو كييف، بل تعهد بايدن بوقف خط أنابيب "نورد ستريم 2" في

حال أي اجتياح روسي لأوكرانيا، في حين أن هذا النوع من العقاب الأمريكي باتجاه الجانب الروسي لم يعد يمثل ردعًا كافيًا، بل إنه طمئن الجانب الروسي، الذي أدرك أن الخسائر ستكون اقتصادية فقط، وهذا لا يعني بوتين بعد أن خسر المزيد من جراء استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا على صادرات الغاز إلى أوروبا ومزاحمة روسيا في حصتها التصدرية للقارة العجوز، التي تصل إلى 40% من استهلاك الأوروبيين من الغاز، وما يزيد الأوجاع الروسية اقتصاديا هو تلويح برلين وتأكيد واشنطن بعدم تشغيل خط " نورد ستريم 2 " لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، التي تحملت شركة " جازبروم " الروسية أكثر من نصف تكلفة إنشاءه، ومن ثم لن تكون هناك عقوبات اقتصادية تفرض على روسيا أقصى من فقدانها السوق الأساسي لها لتصريف الغاز.

موسكو مثلها مثل واشنطن يدركان أنه لا مجال للمواجهة العسكرية بين الناتو وروسيا، فهذا يقضي على طموحات الدولتين الاقتصادية، التي هي أساس الصراع، وبالتالي أقصى ما يمكن توقعه هو تحرك الانفصاليين الموالين ل روسيا للاستحواذ على المزيد من النقاط بدعم روسي بينما سيتم توقيع عدد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، ثم سيهدأ الوضع قليلا لحين استقرار خريطة تصدير الغاز عالمياً.

نعم إنه صراع اقتصادي تحركه السياسة وتحتشد من أجله الجيوش للردع وطالما كانت هناك صفقة ترضي مختلف الأطراف انخمد الصراع مؤقتًا.