أظهرت دراسة جديدة، أن الجفاف الذي يضرب الجنوب الغربي الأمريكي وشمال المكسيك، هو الأشد منذ ما لا يقل عن 1200 عام، مما يفسر نضوب المياه الجوفية والأنهار المنخفضة واشتعال الحرائق في الغابات.
ووفقا للدراسة، التي نُشرت في دورية تغير المناخ التابعة لمجلة "نيتشر"، كان آخر جفاف شهدته هذه المنطقة في القرن الخامس العشر الميلادي، حين كان غرب الولايات المتحدة لا يزال يسكنه إلى حد كبير قبائل الأمريكيين الأصليين.
لكن الجفاف الجديد، الذي بدأ منذ عام 2000 هو الأشد، في وقت أصبحت فيه المنطقة موطنا لعشرات الملايين من الأمريكيين، ومراكز زراعية ضخمة وبعض مدنها هي الأسرع نموا في الولايات المتحدة.
تعزو الدراسة سوء هذه الموجة من الجفاف جزئيا إلى الأنشطة البشرية، التي أدت إلى المساهمة في تغير المناخ، فأصبحت كمية المياه أقل مما كانت عليه في الماضي، مما يعني ضرورة إعادة تعرف الناس على كمية المياه المتاحة للاستخدام نظرا لانخفاضها حتى لا تعاني الأجيال المقبلة بحسب المؤلف الرئيسي للدراسة، بارك ويليامز، عالم المناخ الحيوي بجامعة كاليفورنيا.
وقال ويليامز إنه "من صيف 2020 حتى عام 2021 بالكامل، كان الجو جافا بشكل استثنائي في جميع أنحاء الغرب، مما يشير إلى أن هذا الجفاف لم يقترب من نهايته"، مضيفا "حان الوقت لسحب كل المحطات، والتخطيط لتقليل المياه".
ودرس ويليامز وفريقه، بيانات حلقات الأشجار من آلاف المواقع لإجراء البحث، حيث أخذ الباحثون عينات من البيانات التي تم جمعها من الأشجار الحية والأشجار الميتة وعوارض الخشب المحفوظة في المواقع الأثرية الأمريكية الأصلية.
وقال ويليامز إنه كان من الممكن أن يكون هناك جفاف بغض النظر عن تغير المناخ، لكن شدته كانت ستشكل حوالي 60 في المائة فقط مما كان عليه"، مشيرا إلى أن تحليل البيانات أظهر أن الاحترار الذي يسببه الإنسان لعب دورًا رئيسيًا في جعل الجفاف الحالي شديدًا.
وتمتلئ بحيرة ميد وبحيرة باول، أكبر خزانين في الولايات المتحدة، بحوالي ثلث طاقتهما الإجمالية فقط، واستنزفت المجتمعات ومربي الماشية والمزارعون مخازن المياه الجوفية لتلبية الاحتياجات.
وأعلن مديرو المياه الفيدراليون عن أول نقص في المياه على الإطلاق على طول نهر كولورادو العام الماضي، مما أدى إلى انقطاع المياه عن بعض مستخدمي النهر البالغ عددهم 40 مليونا.