الانسحاب الروسي من أوكرانيا يفرض حالة من التفائل والحذر

الانسحاب الروسي من أوكرانيا يفرض حالة من التفائل والحذرالانسحاب الروسي من أوكرانيا يفرض حالة من التفائل والحذر

عرب وعالم16-2-2022 | 14:06

تحمل أنباء الانسحاب الروسي الجزئي من حدود أوكرانيا دلالات مختلفة تفرض حالة من التفاؤل والحذر بخصوص وقف التصعيد، وفي ضوء الجهود الدبلوماسية المبذولة، لا سيما من جانب ألمانيا، لإنهاء التوتر والتهديدات المتبادلة التي غلفت المشهد، وأدت إلى حالة من الذعر تجاوزت حدود أوكرانيا.

ويرى حلف الناتو أن الإشارات الروسية الأخيرة بخصوص مواصلة السبل الدبلوماسية بشأن أزمة أوكرانيا هي إشارات إيجابية، فإنه في الوقت نفسه، وعلى لسان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: "لا يُفرط في التفاؤل"، ويعتقد بأنه لا تتوافر أي مؤشرات على أن موسكو تسحب قواتها من الحدود.

وعلقت الولايات المتحدة، على لسان السفيرة الأميركية لدى حلف الناتو جوليان سميث، على الخطوة الروسية الأخيرة، بالإشارة إلى أن الأيام المقبلة سوف تكشف عن الهدف من التحركات الأخيرة، مشددة على أنه يتم التحقق من تلك الخطوة الروسية.

في سياق أخر أعلنت كييف أن جهودها الدبلوماسية مع الحلفاء الغربيين أسهمت في تفادي تصعيد روسي أكبر، ويرى أن الحلول الدبلوماسية لا تزال موجودة.

و أكد الرئيس فلاديمير بوتن في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس أن روسيا لا تريد الحرب، بينما في الوقت نفسه لم تصل إليها ردود إيجابية على مقترحاتها التي سبق وأن قدّمتها بشأن الأمن المشترك.

وعلق خبير العلاقات الدولية أكرم حسام، على تلك التطورات ودلالاتها وأبرز السيناريوهات المتوقعة، قائلا: أن "الخطوة الخاصة بسحب بعض الوحدات الروسية من الحدود مع أوكرانيا لا يجب ربطها بشكل مباشر بسياق الصراع؛ لأنها جزء من عملية تحريك القوات الحالية على حدود روسيا".

وقال أكرم حسام: "إن موسكو منذ بداية تصعيد الموقف تقول إن هذا الإجراء هو إجراء سيادي وفي إطار عملية إحلال وتبديل بعض القوات وتحريك بعض العناصر وعودة بعض العناصر الأخرى التي شاركت في مناورات لوحداتها من جديد".

ووصف حسام الإجراءات التي يتعين وضعها في سياقها العسكري الصحيح، في تصريحات خاصة له، بأنها مجرد "خطوات تكتكية" ليس لها تأثير على البعد الاستراتيجي للموقف، بحسب موقع "سكاي نيوز عربية".

ويلفت خبير العلاقات الدولية إلى أن الخطوة الأهم هي موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على مسودة الخارجية الروسية بشأن الرد على الضمانات الأمنية، وهي الخطوة التي يعتبرها خبير العلاقات الدولية مؤشراً إيجابياً على صعيد حلحلة الأزمة، في خطٍ متوازٍ مع زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز إلى كل من روسيا وأوكرانيا، وحديثه حول أن الفرص الدبلوماسية ماتزال متاحة لحل الموقف، فضلا عن المبادرة الفرنسية.

يذكر أن جميعها مؤشرات تعكس أن الموقف العسكري على الأرض لن يشهد تحركات كما يشاع حالياً في الإعلام الغربي بأن هناك ضربة عسكرية، طبقاً لخبير العلاقات الدولية، الذي يوضح في الوقت نفسه أن الموقف العسكري على الأرض لم يتغير.. ما يحدث هو أن هناك عملية تضخيم رهيبة في الإعلام الغربي، هناك دفع مباشر من الأميركان لروسيا لاتخاذ قرار الحرب لأهداف وأبعاد استراتيجية ربما أبعد من أوكرانيا.

وكان الكرملين قد أكد بدء عملية مقررة لسحب جزء من القوات الروسية المنتشرة عند الحدود مع أوكرانيا، لكنه شدد على أن روسيا ستواصل تحريك جنودها في أنحاء البلاد كما تراه مناسباً.

الجدير بالذكر أن الأيام الماضية شهدت مزاعم وتحذيرات أميركية وغربية حول استعداد روسيا لاقتحام أوكرانيا، بينما نفت موسكو ذلك في أكثر من مناسبة على لسان عدد من المسؤولين الروس، وأثار تمدد حلف الناتو شرقاً قلق روسيا والصين.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2