دحض الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم الأربعاء ، انتقادات تداولت مؤخراً بشأن غياب الدبلوماسية الأوروبية عن محاولات حل الأزمة الأوكرانية وترك القضية للولايات المتحدة.
وذكر بوريل، في كلمة له أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تناقش باستمرار قضية الأمن في أوروبا وأوكرانيا وأنها حققت وحدة رائعة في هذا الملف، وأن العديد من الدول الأعضاء، وعلى رأسهم فرنسا وألمانيا، اتخذت عددًا من المبادرات السياسية للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة. وقد تم تنفيذ هذه المبادرات انسجاما مع موقف الاتحاد الأوروبي وفي ظروف تتسم بقدر كبير من الشفافية.
وأضاف بوريل، حسبما جاء في بيان نشرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي عبر موقعها الرسمي، أن روسيا حاولت عمدًا تجاهل وجود الاتحاد الأوروبي بإرسال رسائل فقط إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في ديسمبر الماضي، بزعم أن الاتحاد الأوروبي غير مهمين تمامًا وليس لديه ما يقوله عن القضايا الأمنية التي تعاني منها دوله، حيث أنه بالنسبة لموسكو، يتم مناقشة مسائل الأمن الأوروبية في واشنطن.
وتابع: في وقت لاحق، عندما لاحظت روسيا أنه على الرغم من هذا الموقف الرافض، لم يكن هناك شيء يحدث، قرر سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا مؤخراً إرسال رسالة إلى الدول الأعضاء السبعة والعشرين في تجاهل تام للاتحاد الأوروبي، لكنها أدركت بعد أن أرسلنا رداً موحداً أن الجبهة الأوروبية لم تتصدع وأن التضامن الأطلسي أصبح قوياً للغاية".
وأردف بوريل قائلا إن هناك ثمة إشارات مشجعة من موسكو، ولكن هناك أيضًا أحداث مقلقة للغاية، مثل تصويت مجلس الدوما يوم أمس للاعتراف باستقلال اقيم دونباس عن أوكرانيا، لذلك يتعين علينا الاستمرار في تقديم كلا الأمرين في نفس الوقت: إرادة التفاوض، والاستعداد للمشاركة في المحادثات- في ضوء حقيقة أن روسيا لديها أيضًا مخاوف أمنية يجب أخذها في الاعتبار - ومن ناحية أخرى، يساعد ذلك على إعداد قدرتنا على الاستجابة، وأدوات الردع لدينا، والعقوبات، كما أشارت إليها رئيسة المفوضية الأوروبي ورئيس المجلس الأوربي.
وفي هذا الصدد، قال بوريل، أخيرا، ان أوروبا برمتها مستعدة للعمل، ولمواصلة المفاوضات والمحادثات من أجل البحث عن حل دبلوماسي لأسوأ أزمة تعيشها أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.