أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عزم بلاده بيع 250 دبابة من طراز (أبرامز إم 1 إيه 2) إلى بولندا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي ماريوس بلاشاك في العاصمة البولندية "وارسو" اليوم /الجمعة/.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن - خلال المؤتمر الصحفي المشترك - إنه ردا على الطلب الرسمي الذي تقدمت به بولندا في يوليو 2021، عرض هو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للكونجرس الأمريكي عن نيتهما منح بولندا الفرصة لشراء 250 دبابة من طراز "أبرامز إم 1 إيه 2".
وأشار إلى أن الجدول الزمني للتسليم لايزال قيد المناقشة، وأردف قائلا إن "هذا النوع هو الأحدث من طراز أبرامز، وسيوفر لبولندا قدرة دبابات متطورة للغاية".
وأكد أوستن أن الجنود الأمريكيين والبولنديين حاربوا معا في العراق وأفغانستان ضد التهديدات المشتركة لأمن البلدين، مشيرا إلى أن علاقات البلدين اليوم أقوى من ذي قبل.
وفي ضوء الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، أعرب أوستن عن تقديره لبولندا لاستضافتها 4700 جندي أمريكي إضافي مستعدين للاستجابة لترتيبات الطوارئ وسيعملون عن كثب مع وزارة الخارجية الأمريكية والسلطات البولندية إذا كان هناك حاجة لتقديم المساعدة للمواطنين الأمريكيين في مغادرة أوكرانيا.
وأضاف أوستن أن أوروبا الآن تواجه تحديات للسلام والاستقرار الدوليين، مشيرا إلى أن الرئيس البيلاروسي يواصل تشجيع الهجرة القسرية للآلاف النازحين من الشرق الأوسط إلى بولندا وباقي دول الاتحاد الأوروبي.
ونوه بأن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا كان محور المناقشات مع نظيره البولندي، موضحا أن أي هجوم روسي أو غزو لأوكرانيا لن يشعل الصراع فحسب، ولكنه سيخرق أيضا مبادئ السيادة ووحدة الأراضي وحق تقرير المصير.
وأشار إلى أنه في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا، فإن بولندا ستشهد عشرات آلاف النازحين الأوكرانيين وآخرين ممن يحاولون عبور الحدود للنجاة بأنفسهم وأسرهم من الحرب.
وأكد أنه مازال هناك وقت ومجال من أجل الدبلوماسية، مشيرا إلى أن بلاده بالإضافة إلى بولندا والحلفاء والشركاء الأخرين عرضوا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسارا بعيدا عن الأزمة ونحو وضع أكثر أمنا.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن أيا كان المسار الذي سيختاره الرئيس الروسي، فإن الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها سيكونوا مستعدين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل إرسال المساعدات المادية إلى أوكرانيا من أجل مساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم، مشيرا إلى أنه للأسف لا يمكن لبولندا أو الولايات المتحدة التعامل مع هذا التحدي بمفردهم.
وأضاف أوستن أن حلف الناتو يقف بجانب أوكرانيا ويدعم سيادتها ووحدة أراضيها وحقها في اختيار مسارها وعلاقاتها مع جيرانها وباقي العالم، مشيرا إلى أنه "من المفارقات أن ما لم يرغب بوتين في حدوثه هو وجود ناتو أقوى وهذا بالضبط ما سيرى المضي قدما فيه".
وأشار أوستن إلى أن بولندا والولايات المتحدة مع دعم من حلفائهم سيواصلون العمل سويا من أجل القضاء على أي تحدي للسلام والاستقرار الأوروبي وأي تحدي من الممكن أن يحدث.
من جانبه، قال وزير الدفاع البولندي "ماريوس بلاشتشاك" إنه يقدر بشكل كبير تواجد القوات الأمريكية في بلاده، مشيرا إلى أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأوقات الصعبة يعد إشارة على المسئولية والانخراط في أمن بولندا وأوروبا.
وأضاف بلاشتشاك - خلال المؤتمر الصحفي - "نحن على حافة أخطر صراع منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرا إلى أن التعاون من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعد أفضل رد على أعمال روسيا.
وأشار بلاشتشاك إلى أن السياسة الإمبريالية لروسيا تتطلب من جانب بلاده وحلفائها ردعا ودفاعا، مرحبا بالمزيد من القوات الأمريكية في بولندا والتي ستعزز حلف الناتو كما أوضح أنه يوجد المزيد من الجنود البريطانيين الذين يتم التعاون معهم ودعمهم.
وأعرب بلاشتشاك عن شكره لنظيره الأمريكي "لويد أوستن" إزاء تعزيز التواجد الأمريكي في بولندا، وإزاء إعلانه تقديم المزيد من التعزيزات من خلال حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية إذا دعت الحاجة.
وقال بلاشتشاك إننا قادرون سويا على العمل بكفاءة عالية وإنجاز المزيد، مشيرا إلى أن الهدف المشترك بين البلدين هو إرساء السلام والأمن.
وأضاف بلاشتشاك أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يحاول توسيع مناطق نفوذه بطريقة متسقة،على سبيل المثال في عام 2008 في جورجيا وفي أوكرانيا عام 2014.. مشيرا إلى أن أفضل رد على التهديدات الحالية ليس التهدئة من جانب العالم الحر، ولكن الردع.
وردا على سؤال حول ماذا سيحدث إذا كانت هناك هجرة جماعية من أوكرانيا في حالة الغزو، قال بلاشتشاك إنهم على استعداد للأزمة الإنسانية التي ستحدث في حال الغزو من خلال مساعدة كل من سيضطر لمغادرة أوكرانيا.. مضيفا "بصفتنا دولة عانت من الحرب العالمية الثانية بقوة وبصورة سيئة، فإننا نعرف ما هو الدعم الذي يدور حوله ونحن مستعدون لدعم كل من يعاني".