رسالة إلى بشرى

رسالة إلى بشرىمحمد رفعت

الرأى19-2-2022 | 08:25

الجميع يعرفون الفنانة بشرى لكن قليلون جدًا مع الأسف من يعرفون والدها المناضل السياسي د. أحمد عبد الله رزة، أحد رموز الحركة الطلابية فى سبعينيات القرن الماضي،حيث كان رئيسًا لـ "اللجنة الوطنية العليا للطلاب"، التي قادت انتفاضة الطلاب فى يناير 1972، وساهمت فى التمهيد لـ حرب أكتوبر1973.. والدكتور "رزة"، حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1973، ودكتوراه العلوم السياسية من جامعة كمبردج فى إنجلترا عام 1984، وخريج "برنامج الخريجين" بالأمم المتحدة، 1983، وكان معروفًا كخبير فى مجال العلوم السياسية على المستوى الدولي، وزار معظم دول العالم ويتحدث عددًا من اللغات.

وعمل المحلل والمناضل السياسي الراحل، أستاذًا محاضرًا بالمعهد الدبلوماسي لوزارة الخارجية، وأستاذًا زائرًا بجامعات الهند وفرنسا وإيطاليا واليابان، ونائبًا لرئيس لجنة بحوث الشباب بالجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وخبيرًا متعاونًا مع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، وخبيرًا متعاونًا مع مركز البحوث السياسية بجامعة القاهرة، فضلاً عن أنه مؤسس ومدير "مركز الجيل للدراسات الشبابية والاجتماعية" بعين الصيرة، ومؤسس "مشروع الرعاية الجزئية للطفولة العاملة" و"نادي الطفل" بمركز الجيل، والغريب أنه بعد عودة د. أحمد عبدالله من بعثته الدراسية لنيل دكتوراة العلوم السياسية فى إنجلترا، ورغم نشاطه السياسي والاجتماعي المتواصل وإنتاجه العلمي الرفيع.. إلا أن دائرة الضوء أخذت تخفت رويدًا رويدًا من حوله وتقتصر على الدوائر الأكاديمية السياسية والمحيطين به والأقربين، ولمرات، نادرة، لمع المناضل السياسي والناشط الطلابي الراحل كوميض عابر فى حوارات قليلة العدد مع التليفزيون المصري وقناة الجزيرة.

وجذبت هذه الحوارات انتباه الجمهور العربي لأكاديمي مرموق ومتابع دقيق واسع الاطلاع لمجريات الأمور فى بلده والمنطقة والعالم، وصاحب رأي مستقل يخلو من التعقيد، وقادر على شرح فكرته ببساطة وبراعة وتوصيلها بسهولة إلى الجمهور العام.

لم يتقلد د. أحمد عبدالله، أبدًا أي منصب رسمي فى الجامعات المصرية ولا مراكز أبحاثها ولا هيئاتها السياسية أو الدبلوماسية ولا صحفها القومية ولا المتخصصة حتى مات.

وكان مصدر رزقه الوحيد هو عمله أستاذًا زائرًا لبعض الوقت ومشاركًا فى مشاريع بحثية بجامعات ومراكز محلية وأجنبية عديدة وفرت له دخلاً استطاع أن يحيا به حياة كريمة بسيطة ومات فى عمر السادسة والخمسين بعد توقف منظم القلب الكهربائي الذي زرعه قبلها بعدة أعوام وكان قد تلكأ قليلاً فى تجديد بطاريته!

ويبدو أن الفنانة بشرى قد ورثت عن والدها تبنيه للعديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية المهمة مثل المشردين وأطفال الشوارع، وهو ما ظهر فى بعض أفلامها ومسلسلاتها، لكن الأجيال الجديدة لا تعرف الكثير عن هذا المفكر السياسي النبيل وهي الوحيدة التي يمكنها أن تسد هذا الفراغ.

أضف تعليق