التنمية المستدامة لأصحاب الهمم

التنمية المستدامة لأصحاب الهممدكتور يحيى هاشم

الرأى20-2-2022 | 08:29

تشهد مصر عقدا إجتماعيا جديدا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو إعادة بناء الشخصية المصرية و الإهتمام بآليات التنمية البشرية الحديثة و توفير الإتاحة و التمكين لكافة الفئات المجتمعية و خاصة أصحاب الهمم على مختلف أنواع الإعاقات التي يعانون منها و تسير مصر بخطى ثابته نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في شتى المجالات و لا سيما في مجال أصحاب الهمم لأنهم جزء أصيل من المجتمع و طاقة بشرية لابد من الوصول إلى الإستثمار الأمثل لها لتمثل قيمة مضافة للمجتمع المصري.

و هناك جهود كثيرة تبذل من مختلف الجهات الرسمية أو منظمات المجتمع المدني لكي تحقق التمكين و الإتاحة ل أصحاب الهمم و لكن لازال الطريق أمامنا طويلا لكي نصل إلى الهدف المنشود بالشكل الذي يحقق الإشباع الحقيقي لإحتياجات و رغبات أصحاب الهمم مما ينعكس على دمجهم في المجتمع لينصهروا في كافة أنشطة المجتمع بشكل طبيعي و غير مبالغ فيه .

علينا أن نخلق ثقافة مجتمعية جديدة تجاة أصحاب الهمم بين مختلف الطبقات الإجتماعية و الفئات العمرية مفادها قبول الآخر و مساعدته و البعد عن التنمر به و العمل سويا على أن نعيش حياة إجتماعية طبيعية و نتعاون دائما في طرح الأفكار الإبتكارية و الإبداعية التي تجعلنا نصل إلى الإستدامة الحقيقية ل أصحاب الهمم .

و يجب أن نسأل أنفسنا ماذا يريد أصحاب الهمم من المجتمع ؟ و هنا نبدأ رحلة الإجابة على محاور مختلفة فيجب أن تكون لدينا إستراتيجية وطنية لتمكين أصحاب الهمم تتشارك فيها كافة الجهات المعنية من الدولة و المجتمع المدني حتى يكون التخطيط للمستقبل مبني على معلومات و بيانات سليمة تحقق التنمية المستدامة لأصحاب الهمم و نتوسع في تعريف من هم أصحاب الهمم لكي نتيح الحياة الكريمة لأكبر عدد ممكن منهم .

و إذا تخيلنا يوم كامل في حياة ذوي الهمم منذ بداية اليوم داخل المنزل حتى الوصول إلى مكان العمل يمكننا أن نتصور مدى الإحتياج إلى العديد من الخدمات التي ستساعدهم على التغلب على العقبات و التحديات اليومية بداية من ضرورة تطبيق كود البناء للمساكن الجديدة ليكون تصميم الشقة من الداخل من الباب و الغرف و المطبخ و غيره متناسبة بمقاييس هندسية تمكنهم من الحياة الطبيعية في المنزل و كذلك الإستثمار في الإستخدامات التكنولوجية الحديثة التي تمكن ذوي الهمم من التعامل داخل المنزل مع كافة الإحتياجات مثل غلق و فتح الباب أو الإضاءة أو غيرها من خلال التطبيقات الموجودة على التليفون المحمول لنسهل لهم الحياة في المنزل .

و حين يخرج أصحاب الهمم من المنزل إلى الشارع فهم يحتاجون إلى أرصفة ممهدة بمكان للصعود و النزول يتناسب مع إحتياجات أصحاب الهمم و كذلك إستخدام بلاط الأرصفة الذي يساعد المكفوفين بما علية من رسومات بارزة في توجهم إلى الطريق الذي يحتاجون إلية بالإضافة إلى إشارات المرور الضوئية التي تصدر أصوات مختلفة مع تغيير ضوء الإشارة لتناسب مختلف الإعاقات حفاظا على حياتهم .

كما نحتاج إلى أن تكون كافة المصالح الحكومية و الأماكن الخدمية و أماكن الترفية مجهزة بما يخدم أصحاب الهمم على إختلاف إحتياجاتهم بالإضافة إلى الإهتمام ببرامج التدريب على إحتياجات سوق العمل التي تتناسب مع مختلف الإعاقات ويكون لها طلب في سوق العمل سواء سيكون العمل لدى الغير أو في مشروع صغير يمكن إدارته بآليات بسيطة ليحقق مصدر مستدام لتوليد الدخل ل أصحاب الهمم .

كما شاهدنا جميعا تميزا رياضيا ل أصحاب الهمم في مختلف الألعاب الرياضية على مختلف الأصعدة المحلية و الدولية بحصد المراكز الأولى و الميداليات الذهبية و هذا يجعلنا أمام تحدي كبير لكي نحقق الإستثمار الأمثل لهؤلاء الإبطال لكي يظلوا أبطال العالم في مختلف الألعاب الرياضية و يوجهنا نحو كنز كبير من الطاقات و المهارات البشرية ل أصحاب الهمم علينا أن نعيد إكتشافه من جديد .

بالإضافة إلى تميز أصحاب الهمم في مجالات الفنون المتنوعة و ظهور مواهب فنية كبيرة لديهم فهذا أيضا تحدي جديد يضعنا أمام مسؤلية كبيرة لتوفير البرامج التدريبية على المهارات الفنية المتنوعة التي تتناسب معهم ليظل إبداعهم متألقا يسعدون به و نسعد معهم به أيضا .

إن التنمية المستدامة لأصحاب الهمم مجال يتسع لكل الأفكار الإبتكارية الإبداعية التي تمكنهم من إنسانيتهم و تحقق لهم التمكين و الدمج و الإتاحه في كافة أنشطة المجتمع فهم يحتاجون منا المزيد و المزيد من العمل الحقيقي الذي يمثل قيمة مضافة حقيقية تنعكس على حياتهم و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2