دكتورة لفتيّة السبع والإعلام الصحي

دكتورة لفتيّة السبع والإعلام الصحيدكتورة إيمان سلامة

الرأى20-2-2022 | 08:39

في كتاب صنايعية مصر الجزء التاني للمبدع عمر طاهر قصة الدكتورة لفتيّة السبع صنايعية محو الأمية الصحية في مصر.

بيحكي عمر طاهر عن مقابلة دكتورة لفتيّة مع وزير الارشاد عبد القادر حاتم اللي كان حاضر بنفسه اختبارات المتقدمين للعمل في التلفزيون اللي بدا ارساله من شهور .. عبد القادر سال لفتيّة عن ايه اللي يخلي طبيبة الاولي علي الباكالوريا في مصر تتقدم لوظيفة مساعد مخرج في التلفزيون .. وكان ردها انها مؤمنة ان الطب الوقائي انفع للناس من الطب العلاجي وانها لو اشتغلت ثلاثين عامًا في عيادتها مش هتقدر تمحو الامية الصحية عن الناس زي ما هيقدر شغلها في التلفزيون يعمل .

اهتمام لفتيّة جاي بسبب نشأتها في احد قرى المحلة الكبرى وكان مشهد مألوف في طفولتها الاعمار اللي بتضيع بسبب الجهل والاستهتار الطبي والاعتماد علي الخرافات والموروث الخاطئ وان لحظات الولادة تحديدًا كانت تعني في قريتها جنازة واحدة علي الاقل للام او للطفل او لكليهما.

قدمت برامج المجلة الصحية، الاسعافات الاولية ، اسال مجرب، مع العائلة و الصحة بين ايديك خلال عملها خمسة وعشرين سنة في التلفزيون المصري.

قالت إن المعرفة اللتي تحملها امانة ولابد من توصيلها للناس وانها تخشي اليوم الذي تتحول فيه البرامج الطبية الي تجارة واعلانات وكانت تسابق الزمن من اجل اقرار ميثاق شرف اعلامي يتعلق بهذه النوعية من الميديا.

كتبت عنها حُسن شاه : من النادر ان اشعر انه قد فاتني شئ كثير عندما تفوتني مشاهدة احد برامج التلفزيون ولكن اشعر حقًا بالخسارة اذا ضاعت مني رؤية برامج الدكتورة لفتيّة السبع .. برامج يخرج منها المشاهد بمعلومات مهمة يجعلها عادة عن أعز ما يملك .. صحته وصحة اولاده وعائلته.

حصلت لفتيّة علي جائزة اليونسيف للامتياز الاعلامي عن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

بينهي عمر طاهر القصة بما هو متوقع من محاربة دكتورة لفتيّة وتخطيها في الترقية المستحقة كوكيل للوزارة الأمر اللي خلاها تلجأ للقضاء وفي اليوم اللي استلمت في منصبها بعد حكم قضائي استقالت وخرجت من التلفزيون ولم تعد له مرةً أخري..
منحها السادات في اواخر السبعينيات درع التفوق وتفرغت لعملها كطبيبة امراض نسا وتوليد ومحاضرة في جولات تثقيفية في المدارس والنوادي والمؤتمرات الطبية العالمية.

توفت في اكتوبر ٢٠١٣ ..واغلب شرائط برامجها تم مسحها وسجلت عليها مسرحيات واغاني واهداف كرة القدم .

رحم الله الدكتورة لفتيّة السبع.. مثال علي وجود شخصيات في زمان عرفته مصر كان شاغلها خدمة المجتمع مجردة من اي مصلحة او دافع .

تبقي دكتورة لفتيّة دليل اننا عشنا زمانًا كانت فيه صحة المواطن اهمية واولوية .. دليل علي مشاركة الاطباء في رفع الوعي الصحي للمواطنين عبر السنين.

دليل علي اختلاف الاهداف عبر الزمن وتحقق مخاوف دكتورة لفتيّة من تحول وسائل الاعلام والاعلام الصحي الى سلعة وتجارة وفوضى تهدف لاستغلال المرضى والتربح من امراضهم.

دليل علي حتمية تدخل الدولة لضبط الاعلان الصحي ورفض العبث في هذه البرامج وتدارك ماقد فات.

ودليل علي ضرورة العودة لانتاج برامج طبية غير هادفة للربح علي نفقة وزارة الصحة وعلي اهمية تكريم الاطباء العاملين في قطاع الطب الوقائي ودعم هذا القطاع الهام في الصحة.

أضف تعليق